خطأ النبي في التبليغ ، إلاّ محمد حسين فضل الله ، وكذا ما ينقل عن الشيخ يوسف القرضاوي أحد علماء مصر المعاصرين ولا أعلم صحة هذه النسبة ، (١) وبغض النظر عن صحة هذه النسبة أو عدمها إلا إن قول فضل الله لا مجال لانكاره كما لا مجال لتأويله (٢) إذ يقول : من الممكن من الناحية التجريدية أن يخطىء النبي في تبليغ آية أو ينساها في وقت معين ليصحح ذلك ويصوبه بعد ذلك ، لتأخذ الآية صيغتها الكاملة الصحيحة.
ويستمر بالقول ليعلل ذلك : إن قضية الغرض الإلهي في وصول الوحي إلى الناس لا يستلزم إلاّ الوصول في نهاية المطاف من غير خطأ ، ولكن لا مانع من حدوث بعض الحالات التي يقع فيها الخطأ. (٣)
ورغم أنه نقض هذا الكلام جملة وتفصيلاً وبأسلوب لا يخلو من التهكم بقائله وذلك في جريدته «فكر وثقافة» (٤) إلا إن بقاء كلامه في تفسيره
____________________
(١) من ينقله وعهدته عليه ينسب هذا القول إليه في مقابلة له في قناة الجزيرة الفضائية.
(٢) حاول فضل الله في رده على أجوبة المرجع الديني الكبير الشيخ جواد التبريزي (مدّ ظله العالي) على أسئلتنا الموجهة لمساحته بتأريخ ١٨ / ربيع الآخر / ١٤١٧ هـ أن ينفي عن نفسه هذا القول ، مدعياً أنه كان في صدد مناقشة العلامة الطباطبائي (قدّس الله سرّه الشريف) ، وقد فاتته النباهة هنا ، فالإنسان إنما ينقض كلام غيره إما بمسلّمة عقلية أو نقلية ، أو بما يصلح للنقض ، أما أن ينقض بالكلام الخطير الواهن الدليل ، فأي نقض تسمّيه؟!
ولربما يدّعي البعض ان الحديث هنا هو عن الخطأ الإمكاني ، وقد فاتهم أن الخطأ الإمكاني يمكن أن يصلح مع أي صفة إلا مع صفة النبوة والإمامة ، فأن تقول بخطأ النبي أو الإمام فإنما تكون قد ناقضت ما بين المفردتين لتلازم الصفة مع العصمة ، فلا تغفل!!
(٣) من وحي القرآن : ١٥٣ : ٤ ـ ١٥٤.
(٤) العدد : ١٦٧.
أقول : هذا التناقض لا يمثل حالة استثنائية في كتبه ونشراته كما أشرنا من قبل ، فهو من قبيل حالة الكر والفر التي يحسن استخدامها!! ولكن إن أردت أن تفكّر في =