يبرز إيمانه بهذا الكلام! وإلاّ لحذفه من التفسير أيضاً ، خاصة وأن لهذا الكلام جملة كبيرة من الشواهد في تخطئة الرسول والمعصوم بشكل عام في جملة من شؤون التبليغ ، فقوله بسهو النبي صلىاللهعليهوآله في الصلاة (١) إنما هو سهو في مسألة تبليغية بحتة ، إذ لا شك في أن كيفية صلاته صلىاللهعليهوآلهوسلم هي حجة بين المسلمين وبين ربهم في شأن إقامتها ، وتخطئة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم في مسألة «عبس وتولى» إنما هو تخطئة للرسول بأبي وأمي في مهمة تبليغية ، إذ من الواضح أن من كان يسعى إنما كان يسعى لأمر يتعلق بالشأن التبليغي المحض ، وهكذا هو الأمر الذي سنرى اعتباره إلقاء الشيطان في داخل الذات المقدّسة للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذ من الواضح ان تعبيرات ذاته صلىاللهعليهوآلهوسلم الخارجية هي تعبيرات التبليغ الرسالي ، خاصة وأننا عرفنا لا فرق بين الذات والرسالية في تقييمنا لشخصية المعصوم عليهالسلام.
وعلى أي حال فإننا نعتبر هذا الكلام مخالفة صريحة لصريح القرآن الكريم فقوله تعالى : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) (٢) ما كان ليدع أي مجال أمام أي مسلم لتخطئة الرسول بأبي وأمي في أي شأن من شؤون التبليغ!!.
وقوله عزّ وجلّ : (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلاَ بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ
____________________
= السبب الذي يجعل مثل هذا الكلام الخطير يبقى في دورة تفسيرية تستقر في رفوف المكتبات وتمتد مع الزمن ، في الوقت الذي يطيع نفيها في جريدة سرعان ما تجد نفسها ممزقة بين الممزقات ـ وكم له من مثيل في العديد من أقواله ـ فإنك لن تجد حلًّا لهذا اللغز! بأجدى من المثل العربي المتعلق بالإساءة في العلن والاعتذار في السر!!
(١) في رحاب أهل البيت : ٤٠٤.
(٢) النجم : ٣ ـ ٤.