عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

قائمة الکتاب

البحث

البحث في عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

عصمة المعصوم عليه السلام وفق المعطيات القرآنية

تحمیل

شارك

وقرن طاعة الرسول بطاعته سبحانه وتعالى فقال : (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) (١) وحينما يكون الأمر بهذا الشكل من الجزم والحسم ، كيف يمكن أن يعقل أن الله يأمرنا بطاعة من يمكن أن يخطىء؟ فلو كان الامر كذلك لتناقض الأمر الإلهي ، فهو حين أمرنا بطاعة الرسول على كل حال ، فقد أمرنا بطاعته في الخطأ والصواب ، ولو فعلنا ذلك فقد أطعنا الله حين فعلنا مثل فعل الرسول في خطئه وصوابه ، وهذا ما لايمكن لعاقل أن يؤمن به ، فهو خلاف الحكمة والعدل الإلهي ، فلا تغفل!!

ولا ينفعه القول بأنه يصوّب ذلك في ما بعد ويصححه ، فالأول وهو امكانية خطأ الرسول لا دليل عليه ، وقوله بوجود هذه الامكانية تخرص منه ليس إلاّ ، وقد عرفت مخالفته لجملة من الآيات القرآنية الصريحة ، وأما الثاني فهو يستلزم الدور من جهة ، فالقول بأنه اخطأ ثم أصلح هذا الخطأ ، يحتاج إلى دليل ، ولا دليل للرسول في حال انتفاء النص القرآني إلا الرسول ، وهل يصدق المخطىء إن قال بأنه في هذا العمل لم يخطىء ، فمثلما أخطأ في سابقه ما الذي يمنع من الخطأ في اللاحق ، وهكذا سنبقى في حلقة مفرغة.

هذا ناهيك عن دلالات ذلك في قلوب الأتباع والأعداء ، فالأتباع سيرون في شخصية الرسول الكثير من الاهتزاز الذي يجعل النفس ذات صدود لطبيعة نفرتها من المخطىء ، وهو ما يتنافى مع الأوامر القرآنية الصارمة بالاتباع كقوله تعالى : (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُبِيناً) (٢) ، هذا فضلاً عن حيرتهم في تمييز خطئه من صوابه!!

أما الأعداء فأمرهم أخطر ، فقد يغض المتبع الطرف عن خطأ رسوله!!

____________________

(١) النساء : ٨٠.

(٢) الأحزاب : ٣٦.