تكون ظرفاً له وموقعاً من مواقعه لا حركة خارجية من الآخرين في مواجهتها.
ثم قال مفسّراً : إن هذه الآيات توحي بأن شيئاً ما يخطر بالبال ، ولكنه لا يثبت في النفس! بل يطفو على سطح بعض الممارسات ، ثم ينتهي بشكل حاسم!.
وأردف يقول : إن تفسيرنا لآية الإلقاء يؤكد على إن الشيء الآتي من الشيطان يدخل في عمق الامنية داخل الذات!!
ثم خلص إلى القول : الله ينسخ ما يلقي الشيطان ويزيله من فكر النبي أو الرسول وقلبه حتى لا يبقي منه أي أثر سلبي على حركة الرسالة فكرة وأسلوبا .. فيمنع أي تحريف للكلمة وأية زيادة فيها!! (١)
وما يلاحظ في هذا التجنّي الفادح على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم جملة من الامور أذكر منها ما يلي :
أ ـ إن ما ذكره ليس له أي دليل يدلّ عليه ، اللهمّ إلاّ أحد وجهي ظاهر السياق ، وقد رجّح ما لا يمكن ترجيحه وفقاً لمجموع القرائن الحافّة به ، فالآية تتحدّث عن إلقاء الشيطان في أمنية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنها لم تحدد أي شقّي الأمنية الي يلقي الشيطان فيها ، فلكل أمنية ـ كما تقدّم ـ شقّان ، أولهما يتعلق بجانبها الخارجي أي ما يتمنى المتمني حصوله في الواقع الخارجي ، والثاني يتعلق بالجانب الذاتي الذي تنتجه طبيعة البواعث التي تتفاعل في داخل الذات لتحدد طبيعة الأمنية واتجاهاتها ، ومن الواضح أن السياق لا يحدد أي شقّ أراد في ذلك ، مما يعني أنه رجّح أحدهما دون الآخر دون النظر إلى تساوي النظرة الظاهرية لسياق الآية.
ب ـ ولو لاحقنا القرائن المحفوفة بهما ، لوجدنا أن القرائن قد تحدّث
____________________
(١) من وحي القرآن ١٠٠ : ١٦ ـ ١٠٣.