في قصة عبس وتولى طرح فضل الله العديد من الأفكار التي مرق فيها عن طريق أهل البيت عليهمالسلام وطبيعة ما يطرحونه في شأن العصمة بشكل عام ، وفي شأن القصة بالذات ، فبعد أن أثبت في تفسيره وغيره من كتبه ونشراته أن العابس كان هو الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، (١) راح يقرر تبعات ذلك فقال : لقد عاتب الله نبيه عتاباً ايحائياً على إعراضه عن الأعمى ، وإقباله على الأغنياء ممن جاؤوا إليه. (٢)
وقال في موضع آخر ان النبي : يقوم بتجربة غير ذات موضوع ، الأمر الذي يجعل من الاستغراق في هداية الشخص الغني الذي عبس النبي بموجبه مضيعة للوقت وتفويتاً لفرصة مهمة أخرى. (٣)
وما دام الأمر كذلك ، فإن الله ـ كما يقول فضل الله ـ : يطالبنا أن لا تكون منطلقات النبي ، فلا تفعلوا مثل ذلك!. (٤)
____________________
(١) من وحي القرآن ٥٧ : ٢٤ ـ ٦٨ ، المسائل الفقهية ٤٥٣ : ٢ ، ومجلة الموسم العدد : ٢١ ـ ٢٢ س ١٠٧٧ ، وسار أنصاره على منواله من بعده فطرحها دفاعاً عنه محمد الحسيني في كتابه : مطارحات في قضايا قرآنية ، وعبد السلام زين العابدين (أبو مالك الموسوي) في كتابه : مراجعات في عصمة الأنبياء من منظور قرآني. وقد حفل الكتابان بالتدليس والاعتماد علىما لا يصلح كدليل ، معتمدين على ما وجدوه في ثنايا التفاسير الشيعية التي نقلت عن العامة فقدموها بعنوانها تفاسير أهل البيت ، مع غض النظر التام عن الرأي التفسيري المخالف لفكر فضل الله والذي يطرحه نفس من نقلوا عنه ، وقد حسب الاثنان انهما قد أحسنا صنعاً لنفسيهما ولصاحبهما ، وما زادا في الواقع أنفسهم وما زادوه إلا رهقاً!
(٢)مجلة المعارج الهدد : ٢٨ ـ ٣١ ص ٥٥٥ ، ومجلة الثقافة الإسلامية العدد : ٦٥ ص ٦٠.
(٣) من وحي القرآن ٦٧ : ٢٤.
(٤) الموسم ، العدد المذكور : ٢٩٥ س ١٠٧٧.