الأمر قد جرى بمحضر رجلين أحدهما لا يفقه من أمر التربية الإلهية شيء ، والآخر أعمى لم ير من العبوس شيء! في وقت كان بالامكان تأديب الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم كما يحلو لهذا الرجل أن يقوم في الخفاء! فهل يريد القول بأن القرآن كان في صدد التعريض برسول القرآن؟! اللهم إليك المشتكى من أمة سفهت نبيّها ودافعت عن أعدائه!!
ومما يتصل بفكر هذا الرجل حديثه عن طبيعة شخصية الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وهو الحديث الذي أفضى إلى أن يكون أحد المستندات التي كانت كافية للحكم عليه بالخروج من المذهب وفقاً لحكم العلمين التبريزي والوحيد (أعلى الله مقامهما) فلقد قال وهو يتحدّث عن جملة من النساء من بينهنّ الصديقة الزهراء عليهاالسلام ، وهي من يعيننا أمر الحديث عنها هنا : وإذا كان بعض الناس يتحدّث عن بعض الخصوصيات غير العادية في شخصيات هؤلاء النساء ، فإننا لا نجد هناك خصوصية إلا الظروف الطبيعية التي كفلت لهن إمكانات النمو الروحي والعقلي والالتزام العملي بالمستوى الذي تتوازن فيه عناصر الشخصية بشكل طبيعي في مسألة النمو الذاتي ، ولا نستطيع اطلاق الحديث المسؤول القائل بوجود عناصر غيبية مميزة تخرجهن عن مستوى المرأة العادي ، لأن ذلك لا يخضع لأي إثبات قطعي.(١)
ورغم أنه أعقب هذا الحديث لأحاديث كثيرة عن عصمة الزهراء عليهاالسلام في جملة من النشرات الكراسات إلا أنه حرص على بقاء هذا النص على حاله ، دون أن يكلّف نفسه عناء درء الشبهة عنه ، رغم أن الكتاب طبع عدة مرات بعد صدور حكم المرجعية الدينية المبتني على وجود هذا النص.
____________________
(١) تأملات اسلامية حول المرأة : ٩ ؛ دار الملاك ـ بيروت ١٩٩٥ ط ٥.