يعدم رؤية الأمور التي تلجيء مثل الأمير عليهالسلام لمدّ يد المسالمة.
٣ ـ وأماكلامه عن امتداد العصمة للخلفاء والتابعين والأعوان فهو كاشف عن عمق جهلة بحقيقة العصمة وبحقيقة الفكر الإمامي ، وأجهل منه كلامه حول الإمام المعاقب المحبوس في «رضوي» ، فلا نعلّق عليه بشيء.
٤ ـ أما كلامه عن ارتباط العصمة بالأفعال لا بالأشخاص فهو منه عجيب ، وكأن الأفعال لها عقلانية واعية وهذه العقلانية قد سلبت من الأشخاص! وحديثه عن مجيء العصمة واختفائها بعد مدة معينة تبرز جهله بواقع العصمة مرة أخرى ، ولهذا لا قيمة لكلامه الذي يتأسس على مقدماته هذه عن إمكانية الاستغناء عن الإمام واعتباره الخليفة أو الوالي كالمعصوم ، فالعصمة صيغة عقلانية واعية تكتسب من خلال تربية صارمة لدواخل النفس وتطويعها للمتطلبات الإلهية ، وهي بالتالي سيدة الأفعال ، وحينما تكون كذلك لا يبقى من معنىً لكلامه عن عصمة الخلفاء والولاة ، كما ولا معنى لكلامه اللاحق حول امتداد عصمة الإمام لأهل بيته ، فلئن قالت الشيعة الإمامية بامتداد الإمامة والعصمة في أهل بيت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فليس الخصوصية كامنة في كونهم أهل البيت بعنوانه المادي ، وإنما لخصوصياتهم الكمالية والروحية والتي شاء الله أن تجتمع في أهل بيته عليهمالسلام ، وإلّا فما من احد من الشيعة من يقول بأن كل أولاد الأمير عليهالسلام من الصديقة فاطمة عليهاالسلام هم في حكم المعصومين الأئمة ، فما من أحد يتحدّث عن إمامة السيدة زينب أو السيدة أم كلثوم (صلوات الله عليهما) ، ولئن كانت خصوصيات الصديقة الحوراء السيدة زينب عليهاالسلام قد أوصلت بها إلى اكتساب مقام العصمة ، فليس ذلك بمدعاة لإمامتها ، لأن العصمة إنما هي خصيصة واحدة من خصائص الإمام وليست كل الخصائص.
٥ ـ وحديثه عن الأفضل اعتبار العصمة وصفاً نظرياً دون الحديث عن التحقق العيني لها في التاريخ ، فهو متهافت الأوصال ، فكيف يمكن اعتبار العصمة وصفاً نظرياً لا حقيقة عينية لها في التاريخ؟ وقد تحدث القرآن