الكريم عن تحققها العيني في التاريخ بصورة الأنبياء وبصورة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتحدّث عن المواصفة المعصومة في أكثر من جهة اجتماعية كما وجدنا ذلك في حديثه عن أهل البيت في آية التطهير والخمسة المتباهلين في آية المباهلة ، وولاة الأمر في آية ولاية الأمر ، والمؤتين الزكاة في حال الركوع في آية الولاية ، والقربى في آية المودة ، والمطعمين اليتيم والفقير والمسكين في آية الاطعام ، إلى غير ذلك من آيات دلت التزاماتها العقلية على تخصيصها بالمعصوم! وكيف يمكن التحدّث عن عدم وجود تحقق خارجي للمعصوم؟ وقد تحدّث النبي المعصوم صلىاللهعليهوآلهوسلم عن عصمة العترة في حديث الثقلين ، وعن عصمة أهل البيت عليهمالسلام في حديث الثقلين والسفينة والنجوم ، وعن عصمة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام في أحاديث الولاية والمنزلة والتأدية والكساء وغيرها ، وعن عصمة الصديقة الزهراء عليهاالسلام في حديث البضعة وفي حديث الكساء وغير ذلك ، وعن عصمة الحسن والحسين عليهماالسلام في حديث شباب أهل الجنة ، وهذه الأحاديث التي لم تتمكن حالة المكابرة الطائفية من النيل من شهرتها واستفاضتها في كتب القوم تظهر قيمة حديثه عن الوصف النظري المجرد عن الحقيقة التاريخية.
أما قوله بالأفضل .. فإن كان حديثه ضمن الاطار الوصفي للعصمة فقد عرفت مجانبته للحقيقة التاريخية والقرآنية ، أما إن كان ضمن الاطار الفكري فحديثه ينم عن جهل لا يغتفر ، فالعصمة ليست قيمة اجتماعية اعتبارية ، كما وإنها ليست مجالاً لتقييم البشر فيمسح للقول بأن يكون أفضل أن نعتبره كذا أو عكسه ، وإنما هي منحة إلهية عرّفها الله في كتابه المنزل ، وخصّ بها خاصة أوليائه ، وليس للبشر ولا لتقييماتهم أي أثر في تحققها.
وقد أعقب الدكتور كلامه هذا بجملة من الافتراضات التي تخبر عن حقيقة أساسية تتمثّل في قلة باعه الأكاديمي ، فما مثله مثل محدّثي المسانيد وشرّاح حواشيها يعبّ من كل ماء وإن كان آسناً ، وينهل من كل منهل وإن كن نتناً ، وكان الحري به أن يتوخى الدقة وهو يحاول سبر غور ساحة معقدة