ب ـ د. علي سامي النشار
في كتابه : «نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام» حاول الدكتور علي سامي النشار أن يقدّم عرضاً شمولياً لموضوع الكتاب وهو تيارات الفكر الفلسفي في الإسلام ، وقد خصص الجزء الثاني من الكتاب للحديث عن التيار الشيعي ، وجاء هذا الجزء في أكثره عن الفرق غير الإمامية الاثني عشرية ، وهو وإن عنون بعض فصول الكتاب بالإمامية ، إلّا إن الواقع يكشف ان حديثه عمّن سمّاهم بالإمامية قد جاء في أكثره وهو يعاني من الغرابة عنهم ، رغم ان الإمامية هي الفرقة الأعمق في تاريخها والأكثر انتشاراً علاوة على كونها تمثّل الصورة الرسمية للتشيّع ، وهذه نقطة تسجل على الكاتب الذي كان بإمكانه أن يتخلّص منها لو أنه تحرر من عقدة اعتبار كتّاب الفرق والملل بمثابة المصدر العلمي الرئيسي لكتابه ن وهذه العقدة التي تنتشر في طول الكتاب وعرضه ، وسمت ضعفه في عرض الفكر الإمامي بشكل سليم ، ويكفيه ان يرى في الإمامين محمد الباقر وجعفر الصادق عليهماالسلام بأنهم : من رواد المذهب السني ، إن جعفراً الصادق بالذات كان أقرب في عقائده الكلامية إلى عقيدة الأشاعرة!! (١)
وهذا القول في الوقت الذي يعبّر فيه عن مدى الجهل بحقيقة الفكر الإمامي ، والذي عمل الإمام الباقر والإمام الصادق عليهماالسلام على ترسيخ
____________________
(١) نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ٢ : ٢٢١ ؛ الدكتور علي سامي النشار ، دار المعارف ـ القاهرة ١٩٧٧ ط ٧.