ومثله ما قاله ابن حجر في مسألة السلام على غير الأنبياء : اختلف في السلام على غير الأنبياء بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحي ، فقيل : يشرع مطلقاً ، وقيل : بل تبعاً ولا يفرد لواحد لكونه صار شعاراً للرافضة ، ونقله النووي عن الشيخ أبي محمد الجويني. (١)
وكذا ما قاله النووي في المجموع عن المسألة التسطيح والتسنيم في القبور ، فمع أن التسطيح هو الأفضل لكونه هو السنّة ، إلّا إنه نقل عن أبي حنيفة والثوري وأحمد بأن التسنيم أفضل وعلل ذلك على لسان ابن أبي هريرة لأن التسطيح شعار الراضة. (٢)
ونقل ابن حجر عن المزني وابن قدامة تفضيلهما التسنيم ، لأن التسطيح من شعار أهل البدع.(٣)
وقال البيهقي في السنن الكبرى : استحب التسنيم في هذا الزمان لكونه جائزاً ، وان التسطيح صار شعاراً لأهل البدع. (٤)
وقد كره القوم أن يخص الإنسان موضع جبهته بما يسجد عليه ، لأنه من شعار الرافضة. (٥)
وقد اعتبر ابن تيمية أن ما في كلام أئمة السنة من الكوفيين كسفيان الثوري وغيره من اعتبارهم امسح على الخفين وترك الجهر بالبسملة ونحو
____________________
(١) فتح الباري ١١ : ١٧٠ ، ومثله الصنعاني في سبل السلام ٤ : ٢١٥.
(٢) المجموع ٥ : ٢٥٩.
(٣) فتح الباري ٣ : ٢٥٧.
(٤) سنن البيهقي الكبرى ٤ : ٣ في ذيل رقم ٦٥٥٢. وانظر تحفة الأحوذي ٤ : ١٣٠ ، وحلية العلماء للشاشي القفال ٢ : ٣٠٧ ، والمهذب (في أصول فقه الشافعي) للفيروزآبادي الشيرازي ١ : ١٣٨.
(٥) انظر الفروع لمحمد بن مفلح المقدسي الحنبلي ١ : ٤٢٨ ؛ والمبدع لابراهيم بن مفلح الحنبلي ١ : ٤٨٠.