ذلك لأن هذه الامور مناقضة لشعارات الرافضة! فقال : انهم يذكرون من السنة المسح على الخفين وترك الجهر بالبسملة كما يذكرون تقديم أبي بكر وعمر ونحو ذلك ، لأن هذا (أي مخالف هذه الأقوال) من شعار الرافضة!!
ولهذا ذهب أبو علي بن أبي هريرة أحد الأئمة من أصحاب الشافعي إلى ترك الجهر بها قال : لأن الجهر بها صار من شعار المخالفين ، كما ذهب من أصحاب الشافعي إلى تسنمة القبور لأن التسطيح صار من شعار أهل البدع!! (١)
وقد كان المناوي أصرح في تصريحه عن أن من يخالف أهل البدع (وهم الشيعة في نظره) : لم يزل بخير.(٢)
أقول : وفي البين مسائل كثيرة غير ما ذكرناه ، وهي على أي حال مسائل بسيطة في التشريع وقد وجدت تشددهم فيها ، فما بالك بالمسائل الأهم!!
ولو فعلت الشيعة ذلك مع عسر الوصول إلى النص كما لو كان الإنسان معذوراً في الاتصال بالفقهاء ، لما كان في مخالفة الواقع حين يعلم أن القوم قد أقاموا تشريعاتهم المبنية على الرأي والاستحسان والمصالح على مخالفة التشيّع ، وكيف لا تكون مخالفة التشيع مستحسنة وأغلب فقهاء القوم هم أيدي دول زمانهم وقضاتها ، في وقت كان التشيع في خانة المعارضة التي تخوض دول ذلك الزمان ضدها حرب الاستئصال!!
هذا ، وقد خصّ الدكتور أسوة بغيره من مؤرخي العقائد هشام بن الحكم (رضوان الله تعالى عليه) بذكر كثير جاء في أعمه الأغلب منقولاً عن كتب القوم والتي ملئت بالافتراء عليه نتيجة لمحاججاته الحصيفة ضد
____________________
(١) كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ٢٢ : ٤٢٣.
(٢) فيض القدير ٦ : ٤٥٠.