السياسية. (١)
وبناء على توجيهات المتوكل تم في عهده وما بعده بقليل تأليف غالبية ما يسمى بالصحاح والمسانيد ، وعلى رأسها مصنف ابن أبي شيبة ومن بعده كتب تلاميذه وتلاميذهم : كالبخاري ومسلم القشيري ومسند أحمد بن حنبل وسنن أبي داود السجستاني وابن ماجة القزويني والدارمي وعبد بن حميد وأبي يعلى الموصلي وابن راهويه ، ومن بعد هؤلاء مباشرة ألّف الترمذي والنسائي وابن خزيمة وابن أبي عاصم والشاشي والروياني وابن الجارود ، وفي نفس الفترة بالذات خرجت كتب العلل لعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وابن أبي حاتم والترمذي والجارودي وتمييز مسلم ومراسيل أبي داود ، ومن بعدهم الدارقطني ، وتمم هذا العقد العجيب بكتب الرجال الرئيسية ففي هذه الفترة أيضاً جاءت كتب البخاري والجوزجاني والدارقطني وابن أبي حاتم والعقيلي وابن عدي وابن حبّان البستي ، فأحكم الطوق على الحديث ، فما فلت من كتب الأحاديث تلقفته كتب العلل ، وما أفلت منه كانت كتب الرجال له بالمرصاد!.
ولهذا فما من عجب يثير المحقق إن وجد كتاب البخاري وهو مليء بتوجهات هذه السياسة وفي خدمة أغراضها ، وما من مدعاة للاستغراب إن لاحظ الإنسان حرص البخاري على عدم الرواية عن أهل البيت عليهمالسلام ، ما خلا بضع روايات وردت على لسان أمير المؤمنين عليهالسلام لغرض تشويه سمعته وتبييض صورة أعدائه ، فيما تجد الكتاب وقد امتلأ من الرواة النواصب الثقات في زعمه ، وعلى النقيض من ذلك تجده يتحدّث عن الرافضة بهذا القول : ما أبالي صلّيت خلف الرافضي ، أم صليت خلف اليهود والنصارى ، ثم يقدّم نصيحته التالية لأتباعه في كيفية التعامل مع الرافضة : لا
____________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٢ : ٣٤ ، ١٣ : ٢٩٤ ، العبر في خبر من غبر ١ : ٤١٣ ، شذرات الذهب ١ : ٧٥ ـ ٧٦.