يسلّم عليهم ، ولا يعادون ، (١) ولا يناكحون ، ولا يشهّدون ، ولا تؤكل ذبائحهم!! (٢)
وبطبيعة الحال فقد أخذت فكرة العصمة وهي أحد أعمدة مذهب أهل البيت عليهمالسلام حصتها الوافية ، فجاء كتاب البخاري وهو يعلن تكذيب الأنبياء وتفسيقهم ، ولم يسلم الرسول بأبي وأمي من لظى نار البخاري فخصّه بجملة ليست قليلة من الأحاديث القادحة بشخصيته وبكماله! ووفقاً لمنهجنا في الكتاب فسأكتفي بذكر نماذج من أحاديثه القادحة بالعصمة ، ولعلّي أحظى بفرصة في المستقبل لكتاب مختص بصحاح العامة ومسانيدهم ، وما توفيقي إلّا بالله.
جاءت أحاديث البخاري وهي تعكس رغبة حثيثة في نقض العصمة ، وكان مسعاه هذا قد أنجزه عبر طرق عديدة ، وفي قراءة للجزء الرابع فقط من الكتاب وما حفّ به تجد البخاري يروي في مرة روايات تتحدث عن نقض مباشر لعصمة نبي من الأنبياء عليهمالسلام أو لعصمة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وتارة يروي روايات لها دلالة التزامية في نقض هذه العصمة ، وثالثة حاول أن يحيط الأنبياء عامة والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم خاصة بجو من عدم الوقار والخفة وعدم الاتزان ، بصورة يمكن لها أن تجعل الصنفين الأول والثاني من الأحاديث مقبولة في نظر المسلمين ، وفي مقابل ذلك فإن الأحاديث التي رواها الرجل في الفضائل الحقيقة (٣) للأنبياء عليهمالسلام ومناقبهم تكاد تنعدم في الكتاب ، ومن نماذج هذه الأحاديث أذكر ما يلي :
____________________
(١) أي لا يزارون إذا مرضوا.
(٢) الأسماء والصفات : ٣٢٥ للبيهقي ؛ دار الكتب العلمية ـ بيروت.
(٣) أقول ذلك بسبب روايته لبعض الروايات التي يسميها بالمناقب ، ولكنها في واقع الحال ليست كذلك لا من قريب ولا من بعيد ، بل بعضها جاء على طريقة : أراد المدح فذمّ!!