بالحكم الواقعي دون الحكم الظاهري كداود وسليمان عليهماالسلام بهذه الصورة الوضيعة فهما لا يختلفان في الحكم بقضيتين مختلفتين فحسب ، وإنما يتناقضان تناقضاً تاماً في قضية واحدة!! فهل هذه الرواية تريد أن تفسّر طبيعة ما آتاه الله لنبييه حينما قال : ( فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلاً آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ) (١)؟! وحينما قال : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ) (٢)؟!
وروى البخاري عن أبي هريرة أيضاً أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ما من بني آدم مولود إلّا يمسّه الشيطان غير مريم وابنها. (٣)
وبهذا تكون مريم عليهاالسلام أفضل من أنبياء الله عليهمالسلام جميعاً!!
وروى البخاري ، عن أبي هريرة أيضاً عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : قرصت نملة نبيّاً من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت ، فأوحى الله إليه إن قرصتك نملة ، أحرقت أمة من الأمم تسبح لله؟! (٤)
وروى عن أبي هريرة أيضاً أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة ، فأمر بجهازة من تحتها ثمّ أمر ببيتها فأحرق بالنار فأوحى الله إليه : فهلّا نملة واحدة.(٥)
____________________
(١) الأنبياء : ٧٩.
(٢) النمل : ١٥.
(٣) البخاري ٤ : ١٣٨ (كتاب بدء الخلق) باب واذكر في الكتاب مريم.
(٤) البخاري ٤ : ٢٢ (كتاب الجهاد والسير).
(٥) البخاري ٤ : ١٠٠ (كتاب بدء الخلق) باب إذا وقع الذباب ..