القسم الثاني : عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم
لحق بالرسول الكريم بأبي وأمي من صحيح البخاري ورواته كمٌّ كبير من أخبار التشويه والقدح ، وسأكتفي بذكر النماذج المتعلقة بمبحث العصمة ، ومنها :
روى البخاري في عدّة مواضع من كتابه قصة «شق الصدر» عن أنس بن مالك ، عن أبي ذر ، عن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : فُرج عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبرئيل ففرج صدري ثمّ غسله بماء زمزم ، ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء حكمة وإيماناً فأفرغه في صدري ثمّ أطبقه ، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا .. الخبر. (١)
والخبر الذي رواه البخاري بمفرده يعاني من جملة من الاضطرابات التي تسقطه لا أقل من جهة المكان الذي تمت فيه هذه العملية ، فتراه مرة يتحدّث عن بيته مطلقاً أو محدداً بسقفه ، وثانية عن بيت الله مطلقاً أو محدداً بجهة الحطيم ، وفي مجموع أحاديثه تجد الملائكة ينزلون تارة من سقف البيت ، وأخرى تجدهم يأتون مشاة وأحدهم يشير إلى الآخر بشأنه ، أما إذا ما قورن بما ذكره غيره فتسجد أن بعضهم يروي أن الحادثة تمت في الجحر
____________________
(١) البخاري ١ : ٩١ (كتاب الصلاة) باب كيف فرضت الصلاة في الاسراء؟ ، و ٢ : ١٦٧ (كتاب الحج) باب ما جاء في زمزم ، و ٤ : ٧٧ (كتاب بدء الخلق) باب ذكر الملائكة ، و ٤ : ١٠٦ ـ ١٠٧ (كتاب بدء الخلق) باب ذكر إدريس.