وغاية الخبر الترويج لمسألة جبرية العصمة ، فقد أوكل الخبر مهمة العصمة إلى رفع تلك العلقة من قلب الرسول والتي كانت حسب مضمونه من حظ الشيطان! وإذ ترفع هذه العلقة عن قلبه صلىاللهعليهوآلهوسلم يتحول الرسول إلى إنسان آخر لا أثر للشيطان عليه!!
والأدهى أن هذه العلقة الشيطانية رغم رفعها في حديث البخاري وغيره إلا انهم ظلوا يتحدّثون عن أخطاء الرسول بأبي وأمي ومعاصيه ، فهل أخطاء الجراح جبرئيل!! عمليته الجراحية المزعومة!!
روى البخاري عن عائشة قولها : سُحِرَ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى كان يخيّلُ إليه أنّه يفعل الشيء وما يفعله ، حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال : أَشَعَرتِ أنَّ الله أفتاني في ما فيه شفائي ، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر : ما وجع الرجل؟ قال : مطبوب (١) قال : ومن طبَّه؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في ماذا؟ (٢) قال : في مشط ومشاقّة وجُفّ طلعة (٣) ذكر ، قال : فأين هو؟ قال : في بئر ذروان ، فخرج إليها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم رجع فقال : لعائشة حين رجع : نخلها كأنها رؤوس الشياطين ، فقلت : استخرجته؟ فقال : لا ، أمّا أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شراً ، ثم دفنت البئر!! (٤)
ورغم أن هذا الخبر هو من أوضح الافتراءات التي نالت من شخص
____________________
(١) يقال للمسحور : مطبوب تفاؤلاً برفع السحر عنه!.
(٢) أي في ماذا جعل السحر.
(٣) وفقاً لشراح البخاري فإن المشاقة هي ما يستخرج من الكتان ، وجفّ الطلع : وعاؤه إذا جفّ.
(٤) البخاري ٤ : ٩١ (كتاب بدء الخلق) باب صفة إبليس.