ينطق عن وحيك ويفرغ عن الملائكة أمرك ، أما هذا الرسول المسحور فهو ممن نبرأ إليك منه!!
وروى البخاري عن المِسْوَر بن مخرمة قال : إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة عليهاالسلام فسمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا ، وأنا يومئذ محتلم فقال : إن فاطمة مني وأنا أتخوّف أن تفتن في دينها ، ثم ذكر صهراً له من بني عبد شمس (١) فأثنى عليه في مصاهرته إيّاه قال : حدّثني فصدقني ، ووعدني فوفى لي ، وإني لست أحرّم حلالاً ، ولا أحلّ حراماً ، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبنت عدو الله أبداً. (٢)
وبغض النظر عن صحة وعدم صحة أصل هذا الزواج المزعوم من بنت أبي جهل ـ وهي غير صحيحة جملة وتفصيلاً ـ ومع الاغماض عن التعريض الواضح في لهجة الخبر بأمير المؤمنين عليهالسلام ومفاضلة العاص بن الربيع المشرك عليه ، وهو تعريض ترفضه الكثير من روايات العامة التي تحدثت عن شكوى الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وإدانته لأي حديث يمكن أن يمسّ بشخص الإمام عليهالسلام أو سلوكه ، ومع عدم التطرق إلى منشأ الخبر ، وعلاقته بخبر زواج عمر المزعوم من أم كلثوم بنت الأمير (صلوات الله عليه) بحجة حرصه على الاتصال بنسب الرسول الذي لا ينقطع نسبه يوم القيامة ، واظهار عمر بصورة المتودد إلى رحم الرسول ونسبه الحريص عليه ، واظهار الإمام علي عليهالسلام بصورة القاطع لهذا الرحم الذي يخطب ودّ عدو الله بعد أن خطب عمر ود
____________________
(١) أراد به العاص بن الربيع زوج زينب ربيبة الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٢) البخاري ٤ : ٤٨ (كتاب الجهاد والسير) باب ما ذكر من درع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ورواه في مواضع عدة غير هذا الموضع.