رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم!! مع الاغماض عن ذلك وغيره ، فإننا لو أخذنا الخبر على علّاته لوجدنا رسولاً لا نعرفه كرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فالرسول الذي نعرفه لا يثأر لابنته من خلال ايقاف أحكام الله سبحانه وتعالى ، فالخبر يظهر الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بمظهر المعتدي على حق مسلم يريد الزواج بما أحلّ الله له ، ثاراً لابنته في أمر طالبنا بعدم الاعتراف به ، وهذا ما لا يقبله عاقل من العقلاء فكيف يمكن لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المؤتمن على رسالة الله أن يكون أسوة سيئة (والعياذ بالله) فيطالب بتحريم حلال الله؟!! وهل يريد البخاري أن يبيّن لنا ان الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حريص على غيرة ابنته ، وعديمها على بقية نساء المسلمين؟!! إذاً لم تم تشريع الزواج المتعدد؟!
وروى البخاري عن عائشة قولها : إنّ أبا بكر دخل عليها وعندها
جاريتان في أيام منيً تدففان (١) وتضربان والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم متغشٍ بثوبه فانتهرهما! فكشف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن وجهه فقال : دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد. (٢)
وعنها قالت : إن أبا بكر دخل عليها والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عندها يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان بما تقاذفت الأنصار يوم بعاث ، فقال أبو بكر : مزمار الشيطان ، مرتين ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : دعهما يا أبا بكر إن لكل قوم عيداً ، وإن عيدنا هذا اليوم. (٣)
والخبر بطبيعة الحال لا يجيب لماذا ينتهر أبو بكر الجاريتين؟ وعن سبب تغشية الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم لوجهه؟ ولماذا يعلل الرسول نهيه لأبي بكر أن ينتهر الجاريتين بأيام العيد؟ فإن كان فعل ابن أبي قحافة صحيحاً لاستظهاره أن
____________________
(١) في نسخة العيني : تغنيان ، وتدففان أي تضربان الدف.
(٢) البخاري : ٤ : ١٦١ (كتاب بدء الخلق) باب قصة الحبش.
(٣) البخاري ٤ : ٢٦٦ (كتاب بدء الخلق) باب مقدم النبي وأصحابه المدينة.