الأشعرية نفسها في قبال التيارات السياسية التي تحوم حول أحد أو كل القواسم المشتركة لمدرسة أهل البيت عليهمالسلام والمعتزلة والخوارج.
ومن البديهي أن يتركز المفترق الثالث عند تعبئة الجمهور لقبول المذهبية الدينية في أبعادها الفقهية والتاريخية والروائية والتي تسهم مع هذه العقيدة في تشكيل نمط الذهنية الطائفية القادر على إرساء القواعد الشعبية للأنظمة الحاكمة.
ومن هذا المنطلق جاء كتاب «مقالات الإسلاميين» لأبي الحسن الأشعري (ت ٣٣٠ هـ) ، ومن بعده كتاب «التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع» للملطي الشافعي (ت ٣٧٧ هـ) ، ومن بعده كتاب «الفرق بين الفرق» لعبد القاهر البغدادي الاسفراييني (ت ٤٢٩ هـ) ، وكتاب «الفصل في الملل والأهواء والنحل» لابن حزم (ت ٤٥٦ هـ) ، وكتاب «التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين» لأبي المظفر الاسفراييني (ت ٤٧١ هـ) وهي بمجموعها تمثل عمدة كتب القوم هذا المجال من حيث الأسبقية التاريخية ، وما لحق بها من كتب ككتاب «الملل والنحل» لعبد الكريم الشهرستاني (ت ٥٤٨ هـ) وغيره هو عالة على ما طرح في هذه الكتب إن تشابه مورد البحث.
ويلحظ على هذه الكتب عامة تخيلها عن أدب الحوار بشكل سافر ، فهي لا تعتمد في ما تنقله عن الآخرين على ما كتبه هؤلاء ، وإنما تستند في غالبية الحالات على ما ورد في الكتب المضادة لها ، فلو راجعت غالبية أبحاثها عن الشيعة الإمامية كمثال تجدهم يؤسسون جلّ أفكارهم على خرافات رددتها الكتب والوثائق المضادة سلفاً للإمامية ، ولهذا فقد جاءت هذه الأبحاث ، وهي غريبة كل الغرابة عن الموضوعها ، وقد يحدث أنهم يأخذون قضية من الإمامية ليحيطوها بالكثير من الأكاذيب والأضاليل ليلبسوها الطابع الذي يريدونه ، كما هو الحال في قضية «عبدالله بن سبأ» التي استطاع الإعلام الأموي ، والعباسي بشكل أكبر ، أن يوظّف كل جهده من