أجل أن يخرجها من اطارها كحدث بسيط مر في حياة أمير المؤمنين عليهالسلام سرعان ما انتهى باحراق هذا الرجل الذي ادعى كفراً ومغالاة ألوهية الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام ، ومن ثم ليحوّلها هذا الإعلام السلطوي إلى حركة اسطورية تعم المناطق الإسلامية وتقف وراء جلّ الأحداث الصاخبة التي عصفت بالمجتمع منذ أواسط خلافة عثمان وحتى أيام معاوية ، وقد جاءت هذه الكتب لتتلقف سقطات المؤرخين وأكاذيب المحدثين ومن ثم لتجعل منها مفتتحاً لحديثها عن المعتقد الشيعي.
ولم يفت هؤلاء الكتاب ملاحقة ظاهرة الغلو التي نشأت في أوساط العديد من المدارس كافراز شاذ عن حالة القمع الفكري والسياسي الذي وسم صراعها مع النظام العباسي ، وكان منها ما انتشر في أوساط محددة من المجاميع المدعية للانتساب إلى أهل البيت عليهمالسلام لتعطيها التعميم المطلوب لتشويه صورة هذه المدرسة النبوية ، ولهذا يجد القارىء لها أنها تتحدث عن فرق شيعية في الوقت الذي يلعن الشيعة هذه الفرق وأصحابها والمنتمين إليها ويتبرأون منهم بل ويرتبون عليهم جميع الآثار التي تترتب على المرتد عن الدين.
وكالعادة فقد حفلت هذه الكتب بظاهرة التكفير المشفوعة بالكثير من الذم والقدح والشتائم واللعن لما عدا الفرقة الأشعرية ، وبطبيعة الحال فقد نال شيعة أهل البيت عليهمالسلام القدح المعلى من هذه الظاهرة.