أ ـ أبو الحسن الأشعري
ويعد علي بن إسماعيل الأشعري المكنى بأبي الحسن (ت ٣٣٠ هـ) (١) عماد هذا التيار ومؤسسة الحقيقي ، وقد جاء كتاباه «الإبانة عن أصول الديانة» و «مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين» مليئان بما أشرنا إليه من قبل من الملامح العامة لهذا التيار ، وقد تعرض لمفهوم الإمامية عن العصمة في كتابه «مقالات الإسلاميين» فقال وهو يتحدث عن رأي الشيعة في معصية الرسول : واختلف الروافض في الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم : هل يجوز عليه أن يعصي أم لا؟ وهم فرقتان :
١ ـ فالفرقة الأولى منهم : يزعمون أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم جائز عليه أن يعصي الله! وأن النبيّ قد عصى في أخذ الفداء يوم بدر! فأما الأئمة فلا يجوز ذلك عليهم ؛ لأن الرسول إذا عصى فالوحي يأتيه من قبل الله ، والأئمة لا يوحى إليهم ، ولا تهبط الملائكة عليهم ، وهم معصومون ، فلا يجوز عليهم أن يسهوا ولا يغلطوا ، وإن جاز على الرسول العصيان! والقائل بهذا القول : هشام بن الحكم!!
٢ ـ والفرقة الثانية منهم : يزعمون أنه لا يجوز على الرسول عليهالسلام أن يعصي الله عز وجل ، ولا يجوز ذلك على الأئمة ، لأنهم جميعاً حجج الله ، وهم معصومون من الزلل ، ولو جاز عليهم السهو واعتماد المعاصي وركوبها
____________________
(١) اختلف مترجموه في سنة وفاته والتوفيق ما بينهم جميعاً يجعلها ما بين ٣٢٤ هـ ـ ٣٣٢ هـ.