خاتمة المطاف
وهكذا ينتهي بنا المطاف بعد هذه الجولة الطويلة التي خضنا بها في بحر المفاهيم القرآنية وما حفّ بها من تجاذبات طائفية وجدلية كثيرة ، ولئن أرهق القارىء الكريم نفسه في متابعة هذه الرحلة فإن أملي كبير في أن يكون قد جنى من ذلك ما كان يستهدفه في الأصل ، وهو على ما أفترض بلوغ شاطىء الحقيقة الآمن.
ولن أدّعى لنفسي ولا للكتاب العصمة فلربما بدر خطأ أو هفوة هنا أو زلة أو سهو هناك ، ومع تقديم عذري الخالص فليس من بذل الجهد واستفرغ الوسع في بلوغ الحق وادراك مراميه بقاصد لهذا الخطأ أو ذاك ، وعليه فإن جاء الكتاب مصيباً في أفكاره ومفاهيمه فإن هذا الصواب لا ينبع مني بقدر ما يعود الفضل فيه المدرسة أهل العصمة والطهارة (صلوات الله عليهم) ، أما إن كان فيه أيّ خلل أو اضطراب فعوده علي وسببه جهد من لم يلتفت ، وإدراك من لم يدرك .. سائلاً من بعد ذلك كله من الله أن يجعل هذا الكتاب محققاً للهدف الذي كتب من أجله فلم أك أبغي غير الدفاع عن مدرسة أهل البيت وتبيان حقها ونورها في الوقت الذي باتت عرضة لهجمات متعددة وغرضاً لسهام كثيرة ، ولئن خابت هجمات الماضي فلم تزد في نور هذه المدرسة الإلهية إلا توهجاً ، وفي بريقها إلا تألقاً ، فإنني على يقين من أن هجمات اليوم لن يكون حظها بأحسن من حظ سالفتها ، ولئن حالفني التوفيق الإلهي مع صحب قليل في أن ننبري للدفاع عن هذه المدرسة ، وهو توفيق لا يجيد لساننا طريق شكره ولا يتمكن بياننا من إبلاغ ثنائه ، فما ذلك إلا إبراءً للذمة