الدرس الخامس عشر
النبوّة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
ينبغي أن نعلم أنّ هناك طريقة اُخرى وطريق آخر لمعرفة حقائق الوجود ، والاهتداء إلى الحياة السَّعيدة سوى طريق الحس والتعقّل ، بل لا يمكن معرفة اكثر الحقائق وما وراء الطّبيعة والاهتداء الى حكم الله ـ تعالى ـ وقوانينه ، إلا بهذا الطّريق ، وهو « الوحي » الذي ( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) (١) خلافاً للمعرفة الحسّيّة أو العقليّة القابلة للخطاء والمعرَّضة للاشتباه ، والوحي نوع خاصّ من التّعليم الإلهي الذي يختصّ بفئة من عباد الله ـ تعالى ـ ممّن اختارهم واصطفاهم لأنهم أفضل عباده ، والقادرون على حمل رسالته وإبلاغها الى النّاس ( إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى
__________________
(١) سورة فصّلت : ٤٢.