على مرّ العصور والتأريخ.
وأخيراً فلابدّ أن تكون المعجزة ـ عادةً ـ تناسب الزّمان والمكان وأحوال النّاس ، فمثلاً العصى معجزة سيّدنا موسى عليهالسلام كانت تلائم تلك الظروف الّتي كثر فيها السّحر ، أو نزول الدّم والضّفادع وما شابه ذلك من السّماء تناسب طغيان فرعون وجبروته وجبروت من كانوا معه ، أو إحياء الموتى وشفاء الأمراض ، لا سيّما المستعصية من غير علاج طبيعي ودواء ، معجزة تناسب تلك الفترة الّتي بُعث فيها سيّدنا عيسى عليهالسلام من تقدّم مذهل في علم الطّبّ والعلوم الطّبيعيّة وهلمّ جرّا من المعجزات لا سيّما عشرات المعجزات التي ظهرت على يد سيّدنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حتّى عُدّتْ اكثر من ألف معجزة ، أهمّها وأعظمها المعجزة الخالدة أعني القرآن الكريم الذي جاء في زمن تتباهي فيه العرب بقوّة البلاغة وشدّة الفصاحة وسحر البيان وقد تحدّى العرب جميعاً ( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ ) (١) ، بل تحدّي الجنّ والإنس حيث قال ـ جلّ وعلا ـ : ( وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (٢) وقال ـ تعالى ـ : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا
__________________
(١) سورة البقرة : ٢٣.
(٢) سورة البقرة : ٢٣.