بِضْعِ سِنِينَ )(١) ، وهناك آيات كثيرة لا مجال في هذا المختصر إلى عرضها.
والّذي لا يدع مجالاً للشّكّ والتّرديد في هذا الإعجاز وهذه المعجزة الخالدة ، أن القرآن الكريم نزل في أكثر الشّعوب تخلّفاً واُمّيّةً وجهلاً حينذاك ، وفي أكثر الأزمنة والأمكنة فوضاويّةً وانحطاطاً ، والأعجب من ذلك أنّ الذي جاء به رسول اُمّيّ لم يحضر درساً ولا تلقّى تعليماً عند أحد من البشر ، ولم يدخل مدرسةً أو مكتباً أو جامعةً ، إلا أنّه كان من اُسرة عريقة ، وسلالة شامخة ، وذريّة إبراهيم الخليل عليهالسلام ، وكانت سيرته الصّدق والأمانة وسلوكه الخير والرّشاد ، والعصمة من كلّ عيبٍ أو منقضةٍ.
فالقرآن الكريم هو المعجزة الخالدة وهو ( تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ ) (٢) ، و ( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) ، لأنّه : أوّلاً : عَجَزَ البشر والجنّ عن الإتيان بمثله ولو بسورة واحدة.
ثانياً : نزل في الجاهليّة ، أي في عصر الجاهلية ومكان الجاهليّة ومعقل الجاهليّة.
ثالثاً : جاء به رسول اُمّيٌّ عاش في ذلك الزمان والمكان.
__________________
(١) سورة الروم : ١ ـ ٤.
(٢) سورة النحل : ٨٩.