الدرس الرابع
الحكم الواقعي والحكم الظاهري
بسم الله الرّحمن الرّحيم
س)
بعد ما تبيّن أنّ طلب علوم الشّريعة وبلوغ مرتبة الاجتهاد فَرْضُ كفايةٍ إذا قام به من يعتدّ به ، وإلا فهو فَرْضُ عينٍ على جميع المؤمنين ، بل هو من أهمّ الفرائض لأن به يستقيم الدّين وتحفظ بيضة الإسلام ، وبعد ما تبيّن أن هناك طائفة قد نذروا أنفسهم في كلّ زمان للقيام بهذه الفريضة العظيمة كي يستخرجوا الحكم الشرعي وينشرونه بين النّاس كافّة حتى يرفعوا عن كواهلهم عبثاً ثقيلاً ومسئوليّة جسيمة ، ويسهّلوا عليهم طريق الهداية الى معرفة أحكام الله ـ تبارك وتعالى ـ ومعرفة تكاليفهم السّماويّة ، وهذه الحركة ـ أعني حركة الاجتهاد والتقليد ـ مستمرة الى يومنا هذا وإلى قيام الحجّة ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ وباب الاجتهاد مفتوح على مصراعيه ، فا السؤال الذي يطرأ على أذهاننا هو : أليس حكم الله ـ تعالى ـ واحد لا يتعدّد ، وأليس لله ـ تعالى ـ في