الدرس الخامس
التقليد نوعان : ممدوح ومذموم
بسم الله الرّحمن الرّحيم
س) : لقد ذكرتم في الدّرس الثالث أهمّية التقليد وأنّ عمل العاميّ بلا تقليد ولا احتياط باطل ، لكنْ أليست الآيات والرّوايات قد منعت عن التقليد كما في قوله ـ تعالى ـ في ذمّ المقلّدين ( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ) (١) ، وأما نهتنا الشّريعة عن التقليد في الدّين ؟!
ج) : التقليد الذي منعت عنه الشّريعة وذمّه الإسلام غير التقليد الذي تحدّثنا عنه هناك ، وقد ذكرنا أنّ سيرة العقلاء وعملهم وإمضاء الشارع المقدّس وتأييده أو عدم منعه عن تلك السّيرة هو الذي جعل التقليد مشروعاً بل مطلوباً لا مفرّ منه ، ولو قلنا أن العقل يحكم بضرورة رجوع الجاهل الى أهل الخبرة
__________________
(١) سورة الزخرف : ٢٣.