عبادة تعطي ثمارها في الدُّنيا قبل الآخرة وإن كان بعد الموت ، ( إنّ الله لا يضيع عمل عاملٍ منكم من ذكر أو أنثى ) (١) ، ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ) (٢) أي في الدُّنيا والآخرة ، ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا ... فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ) (٣) ، « إذا مات ابن آدم انقطع عن الدُّنيا إلا بثلاث : صدقةٍ جاريةٍ أو علم ينتفع به الناس ، أو ولدٌ صالحٌ يستغفر له » (٤) وهذا من شأنه أن يكون حافزاً للنّاس والمؤمنين بأن يخلصوا في عملهم ويصبروا على طاعته وترك معاصيه ، ولا يطمعوا في الأجر العاجل ، فإنّهم سيؤجرون حتماً في الآخرة ، وقد يعطون أجرهم قبل السّاعة وبعد مماتهم أيضاً ، بإظهار كرامات لهم وإحياء ذكرهم وقبورهم في صدور المؤمنين ، وبرفع منزلتهم في القلوب بطلب الشفاعة منهم والانتفاع بهم بعد الموت.
والحمد لله ربّ العالمين
__________________
(١) اقتباس من الآية ١٩٥ من سورة آل عمران : ( أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ).
(٢) سورة الأنعام : ١٦٠.
(٣) سورة النحل : ٩٧.
(٤) عوالي اللئاليء ج٢ / ٥٣ ح ١٣٩ و ٢٣٨ ح ١٧ ، بحار الأنوار ج ٢ / ٢٢ ح ٦٥.