الدّرس الأوّل
المؤمنون في زمن الغيبة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
س) : ذكرتم في مقدّمة الكتاب أنّ المؤمنين كانوا يتلقّون وظائفهم وتكاليفهم وأحكام دينهم من منبع الوحي الإلهي وهو النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم في حياته ، ثم من أوصيائه الّذين هم عِدْل القرآن والثقل الأصغر حتى بدأت الغيبة الكبرىٰ فكيف كان يصنع المؤمنون حيال أحكامهم الشرعية ؟ وإلى من كانوا يرجعون في تلقّي تكاليفهم ؟ ولماذا وبأي دليل اختاروا هذا المسلك ؟
ج) : لا شك أنّ غيبة الإمام ـ عليه الصلاة والسلام ـ كانت تقديراً إلهيّاً وأمراً ربّانيّاً أدّىٰ الى انقطاع الاُمّة عن منبع الوحي ومصدر التشريع فكان لا بدّ من تعويض ذلك وتعيين مسلك وتحديد طريقة يعمل بها المؤمنون ويرجع إليها العباد ، وهي الطريقة المتّبعة لدى العقلاء وتسمّى ب « السيّرة العقلائيّة » ، أو « حكم العقل » ، « حكم الفطرة » ، أو « حكم الشرع ».