مؤمنا عارفا بدينك متبعا للصادقين مواليا لأولياء الله لقاك الله حجتك وأنطق لسانك بالصواب وأحسنت الجواب وبشرت بالرضوان والجنة من الله عز وجل واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان وإن لم تكن كذلك تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعييت عن الجواب وبشرت بالنار واستقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم وتصلية جحيم.
واعلم يا ابن آدم أن من وراء هذا أعظم وأفظع وأوجع للقلوب يوم القيامة « ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ » يجمع الله عز وجل فيه الأولين والآخرين ذلك يوم
______________________________________________________
الحذر والحذر بمعنى كالأثر والأثر يقال : أخذ حذره إذا تيقظ واحترز من الخوف كأنه جعل الحذر آلته التي يقي بها نفسه ويعصم بها روحه.
قوله عليهالسلام : « لقاك الله حجتك » أي يرسلها إليك قبال وجهك كناية عن التلقين والإفهام والإلهام ، قال الفيروزآبادي : لقاه (١) الشيء : ألقاه إليه.
قوله عليهالسلام : « بالروح » قال الفيروزآبادي (٢) : الروح بالفتح : الراحة والرحمة ونسيم الريح.
قوله عليهالسلام : « تلجلج لسانك » قال الجوهري (٣) : اللجلجة والتلجلج : التردد في الكلام.
قوله عليهالسلام : « ودحضت حجتك » قال الفيروزآبادي (٤) : ودحضت الحجة دحوضا : بطلت.
قوله عليهالسلام : « وعييت » أي عجزت.
قوله عليهالسلام : « بنزل من حميم » النزل بضمتين : ما هيئ للضيف قبل أن ينزل عليه ، أطلق هنا على سبيل التهكم ، والحميم : الشراب المغلي في قدور جهنم ، و « تصلية جحيم » إما بإدخال نار البرزخ أو بشارة نار الخلد.
قوله عليهالسلام : « وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ » أي مشهود فيه ، يشهد ويحضر فيه الخلائق
__________________
(١) القاموس المحيط : ج ٤ ص ٣٨٦ « ط مصر ».
(٢) نفس المصدر : ج ١ ص ٢٢٤.
(٣) الصحاح : ج ١ ص ٣٣٧.
(٤) القاموس المحيط : ج ٢ ص ٣٣٠.