حسن مع إيمان وأملك أمره به وقوام خواتيمه ومن يتبع السمعة يسمع الله به
______________________________________________________
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « وأحسن الزينة زينة الرجل » إلى آخره قوله : زينة الرجل بدل أو عطف بيان للزينة ، والهدى السيرة والطريقة ، وقوله : « وأملك أمره به » معطوف على أحسن الزينة أي الهدى الحسن أملك الأمور له فيفكه عن أسر الشرور ، والشهوات ، وهو سبب لقوام خواتيم أموره وصلاحها ، ويحتمل أن يكون الواو في قوله : « وقوام » زيدت من النساخ ، وفي الكتابين (١) « أحسن زينة الرجل السكينة مع الإيمان ومن يتبع السمعة يسمع إلى آخره ».
قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « ومن يتبع السمعة يسمع الله به » في أكثر نسخ الفقيه ومن يتبع الشمعة يشمع الله به ، وفي الأمالي كما هنا ، قال الجزري (٢) : فيه « من سمع الناس بعمله سمع الله به سامع خلقه » وفي رواية أسامع خلقه ، يقال : سمعت بالرجل تسميعا وتسمعة إذا شهرته ، ونددت به وسامع : اسم فاعل من سمع وأسامع : جمع أسمع ، وأسمع : جمع قلة لسمع ، وسمع فلان بعمله إذ أظهره ليسمع ، فمن رواه سامع خلقه بالرفع جعله من صفة الله تعالى أي سمع الله الذي هو سامع خلقه به الناس ، ومن رواه أسامع أراد أن الله تعالى يسمع به أسامع خلقه يوم القيمة ، وقيل : أراد من سمع الناس بعمله ، سمعه الله وأراه ثوابه من غير أن يعطيه ، وقيل : من أراد بعمله الناس أسمعه الله تعالى الناس ، وكان ذلك ثوابه.
وقيل : أراد أن من يفعل فعلا صالحا في السر ثم يظهره ليسمعه الناس ، ويحمد عليه فإن الله تعالى يسمع به ، ويظهر إلى الناس غرضه ، وأن عمله لم يكن خالصا ، وقيل : يريد من نسب إلى نفسه عملا صالحا لم يفعله ، وادعى خيرا لم يصنعه ، فإن الله تعالى يفضحه ويظهر كذبه ، وقال الطيبي : ومن نصب سامع يريد سمع الله به من كان له سمع من خلقه. وقال في النهاية (٣) فيه « من يتبع المشمعة يشمع الله به » المشمعة : المزاح والضحك ، أراد من استهزأ بالناس أصاره الله تعالى إلى حالة يعبث به ، ويستهزأ منه فيها. وقال الجوهري : المشمعة اللعب والمزاح ، وقد شمع يشمع
__________________
(١) الفقيه : ج ٤ ص ٢٨٨. وأمالي الصدوق : ص ٤٣٨ « المجلس ٧٤ ».
(٢) النهاية : ج ٢ ص ٤٠٢.
(٣) النهاية : ج ٢ ص ٥٠١ باختلاف يسير وتلخيص.