أرى أن لا نلتقي أبدأ (١) ثم اعلم يا معاذ إن أحبكم إلي من يلقاني على مثل الحال التي فارقتي عليها (٢).
٣٤ ـ ف (٣) : من كلامه صلىاللهعليهوآله : إن لكل شئ شرفا وإن شرف المجالس ما استقبل به القبلة ، من أحب أن يكون أعز الناس فليتق الله ، ومن أحب أن يكون أقوى الناس فليتو كل على الله ، ومن أحب أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يدالله أوثق منه بما في يده.
ثم قال : ألا انبئكم بشرار الناس؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من نزل وحده ، ومنع رفده (٤) وجلد عبده ، ثم قال : ألا انبئكم بشر من ذلك؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من لا يرجي خيره ، ولا يؤمن شره. ثم قال : ألا انبئكم بشر من ذلك؟ قالوا : بلى يا رسول الله قال : من لا يقيل عثرة ، ولا يقبل معذرة. ثم قال : ألا انبئكم بشر من ذلك؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : من يبغض الناس ويبغضونه.
إن عيسى عليهالسلام قام خطيبا في بني إسرائيل فقال : يا بني إسرائيل لا تكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ، ولا تظلموا ولا تكافئوا
____________________
(١) هذا البيان تصريح بموته صلىاللهعليهوآله وأن معاذا لن يراه بعد اليوم ومقامه هذا ، فانه صلىاللهعليهوآله ودعه وانصرف وسار معاذ إلى اليمن حتى أتى صنعاء اليمن فمكث أربعة عشر شهرا ثم رجع إلى المدينة فلما دخلها فقدمات رسول الله صلىاللهعليهوآله.
(٢) لعل في هذا البيان اشارة إلى معاذ بانك لو تلقانى يوم القيامة على مثال هذه الحال ولم تتغير حالك في مستقبل الزمان ولم تنحرف عن طريقى بعد وفاتى تكون محبوبا عندى ولكن قيل في حقه : انه من أصحاب الصحيفة وهم الذين كتبوا صحيفة واشترطوا على أن يزيلو الامامة عن على عليهالسلام. وممن قوى خلافة أبى بكر.
(٣) التحف ص ٢٧.
(٤) الرفد بالسكر : العطاء والصلة وهو اسم من رفده رفدا من باب ضرب أى أعطاه وأعانه. والظاهر أنه اعم من منع الحقوق الواجبة والمستحبة.