ظالما فيبطل (١) فضلكم يا بني إسرائيل الامور ثلاثة أمر بين رشده فاتبعوه ، وأمر بين غيه فاجتنبوه ، وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله. أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم ، وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ، إن المؤمن بين مخافتين أجل قدمضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد لنفسه من نفسه ، ومن دنياه لآخرته ، ومن الشيبة قبل الكبر ، ومن الحياة قبل الموت ، والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب (٢) وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار.
٣٥ ـ سن (٣) : عن أبيه ، عن يونس ، عن عمرو بن جميع رفعه قال : قال سلمان الفارسي (ره) : أوصاني خليلي بسبعة خصال لا أدعهن على كل حال. أوصاني أن أنظر إلى من هودوني ولا أنظر إلى من هو فوقي ، وأن احب الفقراء وأدنومنهم وأن أقول الحق وإن كان مرا ، وأن أصل رحمي ، وإن كانت مدبرة ، ولا أسأل الناس شيئا وأوصاني أن أكثر من قول « لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » فانها كنز من كنوز الجنة.
٣٦ ـ سن (٤) : عن أبيه ، عن القاسم ، عن جده ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : أتى رسول الله صلىاللهعليهوآله رجل فقال : علمني يا رسول الله فقال : عليك باليأس عما في أيدي الناس فانه الغنى الحاضر ، قال : زدني يا رسول الله ، قال :
____________________
(١) كافأ الرجل على ما كان منه جازاه. كافأ فلانا راقبه وقابله ، صار نظيرا له وساواه.
(٢) المستعتب : طلب العتبى أى الاسترضاء والمراد أن بعد الموت لا يكون ما يوجب الرضا لان زمان الاعمال قد انقضى وختم ديوانها ولعل أصل العتبى الرضا والفرح من الرجوع عن الذنب والاساءة وهذا المعنى لا يمكن الوصول اليه الا في دار الدنيا ، وقبل الموت فليس بعد الموت من استرضاء بهذا المعنى.
(٣) المحاسن ص ١١ باب ٧.
(٤) المحاسن ص ١٦ باب ١٠.