فيقول ملك الموت : ويلكم مم الجزع؟ وفيم الفزع؟ والله ما أذهب لاحد منكم مالا ، ولا قربت له أجلا ، ولا أتيته حتى امرت ، ولا قبضت روحه حتى استأمرت وإن لي إليكم عودة ، ثم عودة ، حتى لا ابقي منكم أحدا ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوآله والذي نفسي بيده لو يرون مكانه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم وبكوا على نفوسهم حتى إذا حمل الميت على نعشه رفرف روحه فوق النعش وهو ينادي : يا أهلي وولدي لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي ، جمعته من حله ومن غير حله وخلفته لغيري ، والمهنأ له والتبعات علي ، فاحذروا ، من مثل مانزل.
١١ ـ روى الشهيد الثانى ـ قدس الله روحه ـ في كتاب الغيبة (١) بإسناده عن شيخ الطائفة ، عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن أبيه ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن أبيه عن عبدالله بن سليمان النوفلي قال : كنت عند جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام فإذا بمولى لعبد الله النجاشي قد ورد عليه فسلم وأوصل إليه كتابه ففضه وقرأه إذا أول سطرفيه : « بسم الله الرحمن الرحيم أطال الله بقاء سيدي وجعلني من كل سوء فداءه ، ولا أراني فيه مكروها ، فإنه ولي ذلك والقادر عليه. إعلم سيدي ومولاي ـ إلى أن قال ـ إني بليت بولاية الا هوازفإن رأى سيدي ومولاي أن يحد لي حدا أويمثل لي مثالا لاستدل به على ما يقر بني إلى الله عزوجل وإلى رسوله ويلخص لي في كتابه ما يرى لي العمل به وفيما أبذله وابتذله وأين أضع زكاتي وفيمن أصرفها وبمن آنس وإلى من أستريح وبمن أثق وآمن ، وألجأ إليه بسري ، فعسى أن يخلصني الله بهدايتك فإنك حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده لا زالت نعمته عليك ».
قال عبدالله بن سليمان فأجابه أبوعبدالله عليهالسلام : بسم الله الرحمن الرحيم جاملك الله بصنعه ، ولطف بك بمنه ، وكلاك برعايته فإنه ولي ذلك ، أما بعد فقد جاء إلي رسولك بكتابك فقرأته وفهمت جميع ما ذكرته وسألت عنه وزعمت أنك بليت بولاية الاهواز فسرني ذلك وساءني وساخبرك بما ساءني من ذلك وما سرني إن شاءالله ، فأما سروري بولايتك فقلت : عسى أن يغيث ـ
____________________
(١) المطبوع مع كشف الفوائد ص ٢٦٤.