في توهم الزوال ، فهو منه على وبال ، فزهر مصباح الهدى في قلبه وقرب على نفسه البعيد ، وهون الشديد ، فخرج من صفه العمى ، ومشاركة الموتى ، وخيار من مفاتيح الهدى ، ومغاليق أبواب الردى ، واستفتح بما فتح به العالم أبوابه ، وخاض بحاره ، وقطع غماره ، ووضحت له سبيله ومناره ، واستمسك من العرى بأوثقها ، واستعصم من الجبال بأمتنها ، خواض غمرات ، فتاح مبهمات ، [ دفاع معظلات ، دليل فلوات ، يقول فيفهم ، ويسكت فيسلم ، قد أخلص لله ، فاستخلصه ، فهو من معادن دينه وأوتاد أرضه ، قد ألزم نفسه العدل ، فكان أول عدله نفي الهوى عن نفسه ، يصف الحق ويعمل به لايدع للخير غاية إلا أمها ] ولا مطية إلا قصدها.
[ ثم القسم الاول من كتاب الروضة ويليه القسم الثاني أوله كتاب الغارات ]
____________________
والمغبة ـ بفتح الميمم والغين وتشديد الباء : العاقبة. والحجيج : الخصيم والمخاصم. فاعلم انى استفدت كثيرا في ترجمة لغات هذه الخطب من كتاب بهجة الحدائق من شروح النهج للسيد علاء الدين محمد بن الامير شاه أبى تراب من سادات كلستانه الاصفهانى ـ رحمهالله ـ المتوفى سنة ١١١٠ الهجرى القمرى. ولله الحمد أولا وآخرا.
|
( على اكبر الغفارى ) ١٣٨٦ |