أمره ، ويهيئ له رشده ، ويفلجه بحجته ، ويبيض وجهه ، ويعطيه رغبته مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا.
٦ ـ كشف (١) : عن الحسن بن علي عليهماالسلام قال : لا أدب لمن لا عقل له ، ولا مروة لمن لا همة له ، ولا حياء لمن لا دين له ، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل ، وبالعقل تدرك الداران جميعا ، ومن حرم من العقل حرمهما جميعا.
وقال عليهالسلام : علم الناس علمك وتعلم علم غيرك فتكون قد أتقنت علمك وعلمت مالم تعلم.
وسئل عليهالسلام عن الصمت فقال : هو ستر العمى ، وزين العرض ، وفاعله في راحة وجليسه آمن.
وقال عليهالسلام : هلاك الناس في ثلاث : الكبر والحرص والحسد ، فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس ، والحرص عدو النفس وبه اخرج آدم من الجنة ، والحسد رائد السوء ومنه قتل قابيل هابيل.
وقال عليهالسلام : لا تأت رجلا إلا أن ترجو نواله وتخاف يده ، أو يستفيد من علمه ، أو ترجو بركة دعائه ، أو تصل رحما بينك وبينه.
وقال عليهالسلام : دخلت على أمير المؤمنين عليهالسلام وهو يجود بنفسه لما ضربه ابن ملجم فجزعت لذلك فقال لي : أتجزع فقلت : وكيف لا أجزع وأنا أراك على حالك هذه فقال عليهالسلام : ألا اعلمك خصالا أربع إن أنت حفظتهن نلت بهن النجاة وإن أنت ضيعتهن فاتك الداران ، يا بني لا غنى أكبر من العقل ، ولا فقر مثل الجهل ، ولا وحشة أشد من العجب ، ولا عيش ألذ من حسن الخلق. [ فهذه سمعت عن الحسن يرويها عن أبيه عليهماالسلام فاروها إن شئت في مناقبه أو مناقب أبيه ] (٢).
وقال عليهالسلام : ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد.
وقال عليهالسلام : اجعل ما طلبت من الدنيا فلن تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك ، واعلم أن مروة القناعة والرضا أكثر من مروة الاعطاء ، وتمام الصنيعة خير من ابتدائها
____________________
(١) كشف الغمة ج ٢ ص ١٩٦.
(٢) بين القوسين كلام الاردبيلى في (كشف) ولا يناسب هذا الكتاب.