يا علي إن شر الناس من منع رفده ، وأكل وحده ، وجلد عبده.
٤٢ ـ وقال له عليهالسلام رجل في يوم الفطر : إني أفطرت اليوم على تمروطين القبر. فقال عليهالسلام : جمعت السنة والبركة.
٤٣ ـ وقال عليهالسلام لابي هاشم الجعفري : يا أبا هاشم العقل حباء من الله ، والادب كلفة ، فمن تكلف الادب قدر عليه ، ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا (١).
٤٤ ـ وقال أحمد بن عمر (٢) والحسين بن يزيد : دخلنا على الرضا عليهالسلام فقلنا : إنا كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش فتغيرت الحال بعض التغير فادع الله أن يرد ذلك إلينا؟ فقال عليهالسلام : أي شئ تريدون تكونون ملوكا؟ أيسركم أن تكونوا مثل طاهر وهرثمة (٣) وإنكم على خلاف ما أنتم عليه؟ فقلت :
____________________
(١) الحباء ـ بالكسر ـ : العطية. والمراد ان العقل غريزة موهبة من الله فكان في فطرة الانسان وجبلته فليس للكسب فيه أثر فمن لم يكن فيه عقل ليس له صلاحية اكتساب العقل بخلاف الادب فان الادب هو السيرة والطريقة الحسنة في المحاورات والمعاشرات فيمكن للانسان تحصيله بأن يتجشمه ويتكلفه. وأبوهاشم الجعفرى هو داود بن القاسم بن اسحاق بن عبدالله ابن جعفر بن أبى طالب الذى تقدم شرح حاله في ص ٣٤٠.
(٢) هو أحمد بن عمر بن أبى شعبة الحلبى ثقة من أصحاب الامام السابع والثامن عليهماالسلام وله كتاب. وأما الحسين بن يزيد هو ابن عبدالملك النوفلى المتطبب من أصحاب الامام الثامن. كان أديبا شاعرا سكن الرى ومات بها ـ رحمهالله ـ.
(٣) الظاهر هو أبوالطيب أو أبوطلحة طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن ماهان الملقب بذواليمينين والى خراسان كان من أكبر قواد المأمون والمجاهدين في تثبيت دولته ، كان جده زريق بن ماهان أو باذان مجوسيا فأسلم على يد طلحة الطلحات الخزاعى المشهور بالكرم والى سجستان وكان مولاه ، ولذلك اشتهر الطاهر بالخزاعى ، وكان هو الذى سيره المأمون من خراسان إلى محاربة أخيه الامين محمد بن زبيدة ببغداد لما خلع المأمون بيعته وسيرالامين على بن عيسى بن ماهان لدفعه فالتقيا بالرى وقتل