٤٥ ـ وقال له ابن السكيت (١) : ما الحجة على الخلق اليوم؟ فقال عليهالسلام :
العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه ، والكاذب على الله فيكذبه. فقال ابن السكيت : هذا والله هو الجواب.
____________________
(١) هو أبويوسف يعقوب بن اسحاق الدورقى الاهوازى من رجال الفرس ، المعروف بابن السكيت كان أحد أعلام اللغويين وجهابذة المتأدبين ، حامل لواء علم العربية والادب والشعر واللغة ويتصرف في أنواع العلوم ، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة وكان من عظماء الشيعة ومن خواص أصحاب الامام التاسع والعاشر ، وكان المتوكل الخليفة العباسى قد ألزمه تأديب أولاده وكان في أول أمره يؤدب مع أبيه بمدينة السلام في درب القنطرة صبيان العامة حتى احتاج إلى الكسب فجعل يتعلم النحو. وكان أبوه رجلا صالحا وأديبا عالما وكان من أصحاب الكسائى ، حسن المعرفة بالعربية وحكى عنه أنه كان قد حج فطاف بالبيت وسعى وسأل الله تعالى أن يعلم ابنه العلم.
كان لابن السكيت تصانيف جيدة مفيدة منها اصلاح المنطق في اللغة ، ونقل عن ابن خلكان أنه قال بعد نقل كلام : «ولا شك أنه من الكتب النافعة الممتعة الجامعة لكثير من اللغة ولا يعرف في حجمه مثله في بابه وقد عنى به جماعة واختصره الوزير أبوالقاسم الحسين بن على المعروف بابن المغربى. وهذبه الخطيب أبوزكريا التبريزى ـ إلى أن قال ـ : ولم يكن بعد ابن الاعرابى أعلم باللغة من ابن السكيت الخ».
كان مولده ـ رحمهالله ـ في حوالى سنة ١٨٥ وعاش نحو ثمان وخمسين سنة وقتله المتوكل العباسى وسببه ان المتوكل قال له يوما : أيما أحب ابناى هذان أى المعتز والمؤيد أم الحسن والحسين ـ عليهماالسلام ـ؟ فقال ابن السكيت : والله ان قنبرا خادم على بن أبى طالب خير منك ومن أبنيك. فقال المتوكل للاتراك : سلوا لسانه من قفاه ، ففعلوا فمات. وقيل :
أثنى على الحسن والحسين (ع) ، ولم يذكرا بنيه فأمر المتوكل فداسوا بطنه فحمل إلى داره فمات بعد غد ذلك اليوم ـ رحمة الله عليه.