ها حرف تنبيه وأنا ضمير للمتكلم وحده والمتكلمة أيضا ، والألف فيه زائدة عند البصريين تحذف منه وصلا عند الجادة وتثبت على إجرائه مجرى الوقف كما أتى هاهنا ، وقوله عليها : أي فيها ، ومجيء على بمعنى في شائع كقولهم كان هذا على عهد فلان : أي في عهده ، ويحتمل أن يكون في أصل معناها ، ويكون على حذف مضاف : أي القراءة المذكورة فيها ، وقوله فوائدا جمع فائدة : ما أستفيد من علم أو مال ، ومهمة : أي شديدة في الاحتياج إليها ، وقوله لديها : أي عندها ، يريد قارئها وحافظها والراغب فيها ، وهذه التي قدمها لا بد من معرفتها لطالب هذا العلم قبل شروعه فيه كما سيأتي :
كالقول في مخارج الحروف |
|
وكيف يتلى الذّكر والوقوف |
مخارج هي جمع مخرج : وهي عبارة عن موضع خروج الحرف من الفم ، وهي مختلة كما سيأتي بيانه : أي مثل الكلام في مخارج الحروف فإنه من أهم ما يحتاج إليه القارئ والمقرئ ، وإن كان أكثر مؤلفى القراءة لا يذكرونه فإنهم يحيلونه على كتب التجويد ، وقد ذكره الشاطبي رحمه الله تعالى في آخر كتابه. والأولى تقديمه ليحيط به المبتدئ علما قبل شروعه لما يتبنى على ذلك من الإظهار والإدغام والإمالة والترقيق والتفخيم ، وكذا ما يتعلق بصفات الحروف وتجويدها والوقف والابتداء وغير ذلك قوله : (وكيف يتلى الذكر) يعني من التجويد والتحقيق والتصحيح والحدر والترتيل والتدوير وغير ذلك على ما سيأتي ، وقوله والوقوف معطوف على مخارج الحروف : أي كالقول في مخارج الحروف وفي الوقوف وهو جمع وقف ويجمع أيضا على أوقاف مع كونه مصدرا لتنوعه.
(مخارج الحروف)سبعة عشر |
|
على الّذي يختاره من اختبر |
اختلف في عدد مخارج الحروف ؛ فالفصيح عند الناظم وجماعة من المحققين سبعة عشرة مخرجا وهو الذي اختير من حيث الاختبار. وقال كثير من النحاة والقراء ستة عشر لإسقاطهم مخرج الجوفية وهي حروف المد واللين ؛ فجعلوا مخرج الألف من أقصر الحلق والواو والياء من مخرج المتحركتين ؛ وذهب آخرون إلى أنها أربعة عشر لإسقاطهم مخرج النون واللام والراء فجعلوها من مخرج واحد ، وقوله من اختبر : أي من طلب خبر ذلك ومعرفته تحقيقا ،