فما يرسله حتى يلبسه حلّة الإستبرق(١)ويعقد عليه تاج الملك ، ويسقيه كأس الخمر » (٢).
٩٢ ـ أخبرنا أحمد ، قثنا محمد قال : قرأت على محمد بن سعيد ، عن أبي جعفر ، عن عطاء بن عجلان ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي أمامة ، قثنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم عن القرآن قال :
« إنّ القرآن يأتي أهله يوم القيامة أحوج ما يكونون إليه ، قال : يأتيهم (٣) في صورة حسنة يقول له : أتعرفني ، يقول : من أنت؟ قال : أنا الذي كنت أسهر ليلك وأذيب نهارك ، وأنصبك وأشخصك فيقول : لعلك القرآن؟ فيقول : نعم ، فيقدم به على ربه عز وجل ، فيعطى الخلد بيمينه ، والملك بشماله ويوضع تاج السكينة على رأسه ، وينشر على والديه حلتان لا يقوم لهما أهل الدنيا وأضعافها فيقولان : أنى هذا ولم تبلغه أعمالنا؟! فيقال : بابنكما الذي / ٧٧ ب / قد قرأ القرآن » (٤).
وقال : « تعلموا الزّهراوين (٥) فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيايتان (٦) أو فرقان (٧) من طير صوافّ (٨) تحاجّان (٩) عن أهلهما ».
__________________
(١) قال صاحب اللسان في مادة برق : ذكر الجوهري هنا : الإستبرق : الديباج الغليظ ، فارسي معرب. وتصغيره أبيرق.
(٢) رواه الهيثمي بنحوه في مجمع الزوائد ٧ / ١٦٠ وقال : رواه البزار ، وقال في كنز العمال ١ / ٥٤٦ : أخرجه ابن الضريس وابن أبي شيبة.
(٣) فوقها في الأصل : « يأتيه » خ.
(٤) قال في جامع الأحاديث ٢ / ٦٧٦ : أخرجه الطبراني وابن الضريس.
(٥) يعني بهما هاهنا البقرة وآل عمران. جامع الأصول ٨ / ٤٧١
(٦) الغياية : كل شيء أظل الإنسان وغيره من فوقه وهي كالسحابة ، والمراد به : أن السورة كالشيء الذي يظل الإنسان من الأذى في الحر والبرد وغيرهما. جامع الأصول ٨ / ٤٧١
(٧) الفرق : الجماعة المنفردة من الغنم والطير ونحو ذلك. جامع الأصول ٨ / ٤٧١.
(٨) صواف : جمع صافة ، وهي التي تصفّ أجنحتها عند الطيران. جامع الأصول ٨ / ٤٧١
(٩) تحاجان : المحاجّة : المخاصمة والمجادلة وإظهار الحجة. جامع الأصول ٨ / ٤٧١