الباب العاشر
في سائر الأحوال والأوصاف المتضادة
١ ـ فصل في تقسيم السَعَةِ على ما يُوصَفُ بها
أَرْضٌ وَاسِعَةٌ. دَارٌ قَوْرَاء. بَيْتٌ فَسِيحٌ. طَرِيقٌ مَهْيَعٌ. عَيْنٌ نَجْلاء. طَعْنَةٌ نَجْلاء. إنَاءٌ مَنْجُوبٌ ومَنْجُوفٌ. قال (١) لبيد :
* تَأْوِي إلى جَدَثٍ كالغَارِ مَنْجُوفِ *
* أَيْ : وَاسِعٌ. وِعَاءٌ مُسْتَجَافٌ (٢). مِكْيَالٌ قُبَاعٌ. سَيْرٌ عَنَقٌ (٣). عَيْشٌ رَفِيعٌ. صَدْرٌ رَحِيبٌ. بَطْنٌ رَغِيبٌ. قَمِيصٌ فَضْفَاضٌ. سَرَاويلُ مُخَرْفَجَةٌ : أي واسِعَةٌ ، والسراويلُ مُؤنَّثَة (٤) ، لأنَّ لفظها لفظَ الجمْعِ وهي واحِدةٌ. وعن أبي هريرة (٥) ، رحمهالله (٦) ، أنه كَرِهَ السَّرَاوِيلَ المُخَرْفَجَةَ. وحَكَى أبو الفتح عثمان بن جني (٧) أَنَّ أعرابياً قال لِخَيَّاطٍ أَمَرَهُ بخياطةِ سَرَاوِيلَ : خَرْفِجْ مُنَطِّقَهَا
__________________
(١) العبارة من « قال لبيد : ... واسع » ليست في ل ، ط وليس في ديوان لبيد ، ونسب في العباب ( حرف الفاء ص ٥٨٢ لأبي زبيد يرثي عثمان وكذلك اللسان ( نجف ) ٥ / ٤٣٥٤ ورواية : * رهط إلى جدث كالغار منجوف *
(٢) في ( ح ) : مستجاف ومستحاف.
(٣) في نشرة دار الكتب العلمية ( عنق ، وعنيق ).
(٤) انظر : المنخل ٢٣٠ والمخصص ١٧ / ١٥ وفي المذكر والمؤنث لابن الأنباري ٤١٢ « السراويل : مؤنثة ، ومما يذكِّرنه وهو مؤنث : البئر .. والسراويل مؤنثات ، قال قيس بن عبادة :
سألتُ حبيبى الوصلَ منه دُعابَةً |
|
وأعْلَمُ أنَّ الوصل ليس يكونُ |
فمَاسَ دلالاً وابتهاجاً وقال لى |
|
برفقٍ مجيباً ( ما سألتَ يَهُونُ) |
(٥) أبو هريرة : من أصحاب النبي ، وهو محدث روى عنه أكثر من ثمانمائة رجل ، وقد استعمله عمر بن الخطاب على البحرين ، ثم سكن المدينة وتوفي بها عام ٥٧ ه.
(٦) عبارة : « رحمهالله » ليست في ط ، ل.
(٧) أبو الفتح عثمان بن جني ، ولد قبل الثلاثين والثلاثمائة من الهجرة ، وتوفي سنة ٣٩٢ ه ، وصحب أستاذه أبا علي الفارسيّ أربعين سنة ، وله من المؤلفات.