فأثْبَتَ لهم سَفينةً. وقَوْلُه (١) أَوْلَى (٢) مَا احْتُجَّ بهِ. وقد يَجُوزُ أن يَكُونَ الفَقِيرُ مِثْلَ المِسْكينِ أَوْ دُونَهُ في القُدْرَةِ على البُلْغَةِ.
٣٤ ـ فصل في تفصيل [ أوصاف ](٣) السنة الشديدة المَحْلِ
وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكرها في باب الشدة والشديد
من الأشياء ، فأوردتها هاهنا عند ذكر الفقر ، لكونها أقوى (٤) أسبابه
إذا احتبسَ القَطْرُ في السَّنَةِ ، فهي : سَنَةٌ قَاحِطَةٌ وكَاحِطَةٌ فإذا سَاءَ أثَرُهَا ، فهي : مَحْلٌ وكَحْلٌ. فإذا أَتَتْ على الزَّرْعِ والضَّرْعِ فهي : قَاشُورَةٌ ، ولَاحِسَةٌ ، وحَالِقَةٌ ، وحَرَاقٌ.
فإذا أَثْلَفَتِ الأَمْوَالَ ، فهي : مُجْحِفَةٌ ، ومُطْبِقَةٌ وجَدَاعٌ وحَصَّاءُ شُبِّهَتْ بالمرأةِ التي لا شَعَرَ لها. فإذا أَكَلَتِ النفوسَ فهي : الضَّبُعُ ، و
في الحديث « أَنَّ رَجُلاً قال : يا رسول الله أكلَتْنَا الضَّبُعُ » (٥).
٣٥ ـ فصل في الشجاعة وتفصيل أوصاف الشجاع
إذا كان شديدَ القلبِ ، رَابِطَ الجَأْشِ ، فهو : مَزْيَرٌ(٦). فإذا كان لَزُوماً لِلْقِرْنِ لا يُفَارِقُهُ ، فهو حَلْبَسٌ (٧). عن الكسائي. فإذا كان شديدَ القِتَالِ ، لَزُوماً لِمَنْ طَالَبَهُ ، فهو : غَلِثٌ (٨). عن الأصمعي. فإذا كان جريئاً على الليل ، فهو : مِخَشٌ ومِخْشَفٌ عن أبي عمرو. فإذا كان مِقْدَاماً على الحَرْبِ ، عالماً بأحوالها فهو : مِحْرَبٌ. فإذا كان مُنْكَراً شديداً (٩) ، فهو : ذَمِرٌ. عن الفراء (١٠). فإذا كان به عُبُوسُ الشَجَاعَةِ والغَضَبِ ، فهو : بَاسِلٌ فإذا كان لا يَدْرِي مِنْ أَيْنُ يُؤْتَى (١١)
__________________
(١) في ( ط ) : « وقول الله عزوجل ».
(٢) في ( ل ) : « أول » ، وفي ( ط ) : « يُحْتَج به ».
(٣) ما بين القوسين عن ( ط ).
(٤) في ( ط ) : « من أقوى ».
(٥) أخرجه الإِمام أحمد في المسند ٥ / ١١٧ ، ١٥٣ ، ١٥٤ ، ١٧٨ ، ٣٦٩ وغريب الحديث لابن الجوزي ٢ / ٥.
(٦) في ( ل ) : مرير ، تصحيف.
(٧) في ( ل ) : حَلْبس وحلابس.
(٨) انظر : الغريب المصنف ١ / ٣٢٥.
(٩) في ( ح ) : جليداً شديداً منكراً.
(١٠) عبارة ( عن الفراء ) : ليست في ( ل ).
(١١) عبارة ( ح ) : « لا يُستطاع أنْ يُؤْتى ».