.................................................................................................
______________________________________________________
فتنازعوا الأمر بينهم ، فآل الأمر إلى أن قال : أبو بكر في آخر كلامه للأنصار : إنما أدعوكم إلى عبيدة بن الجراح أو عمر ، وكلاهما قد رضيت لهذا الأمر ، وكلاهما أراه له أهلا.
فقال عمر وأبو عبيدة : ما ينبغي لنا أن نتقدمك يا أبا بكر أنت أقدمنا إسلاما وأنت صاحب الغار ، وثاني الاثنين ، وأنت أحق بهذا الأمر وأولانا به ، فقالت الأنصار نحذر أن يغلب على هذا الأمر من ليس منا ولا منكم ، فنجعل منا أميرا ومنكم أميرا ، ونرضى به على أنه إن هلك اخترنا آخر من الأنصار.
فقال أبو بكر ، بعد أن مدح المهاجرين ، وأنتم يا معشر الأنصار ممن لا ينكر فضلهم ولا نعتهم العظيمة في الإسلام ، رضيكم الله أنصارا لدينه ولرسوله ، وجعل إليكم مهاجرته ، وفيكم محل أزواجه ، فليس أحد من الناس بعد المهاجرين الأولين بمنزلتكم ، فهم الأمراء ، وأنتم الوزراء.
فقام الحباب بن المنذر الأنصاري فقال : يا معاشر الأنصار أملكوا على أيديكم فإنما الناس في فيئكم وظلالكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ، ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم ، وأثنى على الأنصار ، ثم قال : فإن أبى هؤلاء تأميركم عليهم ، فلسنا نرضى تأميرهم علينا ولا نقنع بدون أن يكون منا أمير ، ومنهم أمير.
فقام عمر بن الخطاب فقال : هيهات لا يجتمع سيفان في غمد إنه لا ترضى العرب أن تأمركم ونبيها من غيركم ، ولكن لا تمنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم ، وأولوا الأمر منهم ، ولنا بذلك على من خالفنا الحجة الظاهرة ، والسلطان البين فما تنازعنا في سلطان محمد ، ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في الهلكة ، محب للفتنة.
فقام الحباب بن المنذر ثانية فقال : يا معشر الأنصار أمسكوا على أيديكم ولا