بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يسر أسباب السعادة لمن أراد الخير له ، وخف باللطف من شاء من عباده ولقصد الخير والإرشاد أهله ؛ فاهتدى لمناهج الفلاح ، ورفعت له ألوية القبول والنجاح ؛ والصلاة والسلام على سيدنا محمد سند كافة الفضائل ، وعلى آله وأصحابه الذين نالوا بصحبته ما سعدت به الأواخر والأوائل
( أما بعد ) فإن كتاب « النشر في القراءات العشر » سفر جل قدره ، وفاح بين الأنام عطره ، وعز على الزمان أن يأتى بمثله ـ وعجزت الأقلام عن حصر فضله ؛ فهو كتاب حقيق ان تشد إليه الرجال ؛ لما حواه من صحيح النقول وفصيح الأقوال ؛ جمع فيه مؤلفه رحمه الله تعالى من الروايات والطريق مالايعتوره وهن ، ولا يتطرق إليه شك ولا طعن ؛ على تواتر محكم ، وسند متصل معلم ؛ فهو البقية المغنية في القراءات ؛ بما حواه من محرر طرق الروايات ـ وهو البستان الجامع والروضة الزاهية ، والارشاد النافع والتذكرة الواقية.
هذا إلى ما نطوى في ثناياه من علوم الآداء ، الجارية في فقه اللغة العربية مجرى الأساس من البناء ، فمن علم مخارج الحروف وصفاتها ، إلى علم الوقوف وأحكامها ، إلى بحوث في الادغامين ، والهمزات والياءين ، والفتح والامالة والرسم ـ وفنى الابتداء والختم ، إلى غير ذلك من :
معان يجتليها كل ذي بصر |
|
وروضة يجتنبها كل ذي أدب |
فهو سفر يحتاج إليه كل ناظر فيه : من قارئ وأديب ومؤرخ وفقيه