( الخامس ) يتعين التحفظ فى الوقف على المشدد المفتوح بالحركة نحو :
( صَوافَ ) ، و ( يُحِقُّ الْحَقَ ). و ( لكِنَّ الْبِرَّ ) ، و ( مَنْ صَدَّ ). و ( كانَ ). و ( عَلَيْهِنَ ) فكثير ممن لا يعرف يقف بالفتح من أجل الساكنين وهو خطأ لا يجوز بل الصواب الوقف بالسكون مع التشديد على الجمع بين الساكنين إذ الجمع بينهما فى الوقف مغتفر مطلقا ( السادس ) إذا وقف على المشدد المتطرف وكان قبله أحد حروف المد أو اللين نحو دواب ، و ( صَوافَ ) واللذان ، ونحو ( تُبَشِّرُونَ ) ، و ( اللذين ) و ( هاتَيْنِ ) وقف بالتشديد كما يوصل وإن اجتمع فى ذلك أكثر من ساكنين ومد من أجل ذلك ، وربما زيد فى مده وقفا لذلك كما قدمنا فى آخر باب المد وقد قال الحافظ أبو عمرو الدانى فى سورة الحجر من جامع البيان عند ذكره ( فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ) ما نصه :
والوقف على قراءة ابن كثير غير ممكن إلا بتخفيف النون لالتقاء ثلاث سواكن فيه إذا شددت والتقائهن ممتنع وذلك بخلاف الوقف على المشدد الذى تقع الألف قبله نحو ( الدَّوَابِ ) ، و ( صَوافَ ) ، و ( غَيْرَ مُضَارٍّ ) ، ( وَلا جَانٌ ) وما أشبهه ، وكذلك ( الَّذانِ ) و ( هذانِ ) على قراءته لأن الألف للزوم حركة ما قبلها قوى المد بها فصارت لذلك بمنزلة المتحرك ، والواو والياء بتغير حركة ما قبلهما وانتقالهما خلص السكون بهما فلذلك تمكن التقاء الساكنين بعد الألف فى الوقف ولم يتمكن التقاؤهما بعد الواو والياء لخلوص سكونهما وكون الألف بمنزلة حرف متحرك انتهى ، وهو مما انفرد به ولم أعلم أحدا وافقه على التفرقة بين هذه السواكن المذكورة ولا أعلم له كلاما نظير هذا الكلام الذى لا يخفى ما فيه ، والصواب الوقف على ذلك كله بالتشديد والروم فلا يجتمع السواكن المذكورة ، على أن الوقف بالتشديد ليس كالنطق بساكنين غيره وإن كان فى زنة الساكنين فان اللسان ينبو بالحرف المشدد نبوة واحدة فيسهل النطق به لذلك وذلك مشاهد حسا ولذلك ساغ الوقف على نحو ( صَوافَ ) ، ودواب بالاسكان ولم يسغ الوقف على