اتباع أهل الحجاز وعنهم أخذ القراءة أولا واتبع فى عدها أهل بلدة البصرة وغيرها وعنهم أخذ القراءة ثانيا فهو فى الحالتين متبع القراءة والعدد ولذلك خير فى المذهبين والله تعالى أعلم ( الثالث ) ليس إثبات هذه الياءات فى الحالين أو فى حال الوصل مما يعد مخالفا للرسم خلافا يدخل به فى حكم الشذوذ لما بيناه فى الركن الرسمى أول الكتاب والله تعالى أعلم
باب بيان إفراد القراءات وجمعها
لم يتعرض أحد من أئمة القراءة فى تواليفهم لهذا الباب. وقد أشار اليه أبو القاسم الصفراوى فى إعلانه ولم يأت بطائل وهو باب عظيم الفائدة ، كثير النفع ، جليل الخطر ، بل هو ثمرة ما تقدم فى أبواب هذا الكتاب من الأصول ، ونتيجة تلك المقدمات والفصول. والسبب الموجب لعدم تعرض المتقدمين اليه هو عظم هممهم ، وكثرة حرصهم ، ومبالغتهم فى الاكثار من هذا العلم واستيعاب رواياته ولقد كانوا فى الحرص والطلب بحيث أنهم يقرءون بالرواية الواحدة على الشيخ الواحد عدة ختمات لا ينتقلون إلى غيرها ولقد قرأ الاستاذ أبو الحسن على بن عبد الغنى الحصرى القيروانى القراءات السبع على شيخه أبى بكر القصرى تسعين ختمة كلما ختم ختمة قرأ غيرها حتى أكمل ذلك فى مدة عشر سنين حسبما أشار اليه بقوله فى قصيدته :
وأذكر أشياخى الذين قرأتها |
|
عليهم فأبدأ بالامام أبى بكر |
قرأت عليه السبع تسعين ختمة |
|
بدأت ابن عشر ثم أكملت فى عشر |
وكان أبو حفص الكتانى من أصحاب ابن مجاهد وممن لازمه كثيرا وعرف به وقرأ عليه سنين لا يتجاوز قراءة عاصم. قال وسألته أن ينقلنى عن قراءة عاصم إلى غيرها فأبى علىّ ، وقرأ أبو الفتح فرج بن عمر الواسطى أحد شيوخ