النون والسين وكذا رواه الداجونى عن أصحابه عن هشام « واختلفوا » فى ( ننساها ) فقرأه ابن كثير وأبو عمرو بفتح النون والسين وهمزة ساكنة بين السين والهاء. وقرأ الباقون ( نُنْسِها ) بضم النون وكسر السين من غير همزة وتقدم ذكر قراءة أبى جعفر ( تِلْكَ أَمانِيُّهُمْ ) من هذه السورة « واختلفوا » فى ( عَلِيمٌ وَقالُوا اتَّخَذَ اللهُ ) فقرأ ابن عامر ( عَلِيمٌ ) قالوا بغير واو بعد عليم وكذا هو فى المصحف الشامى وقرأ الباقون ( وَقالُوا ) بالواو كما هو فى مصاحفهم ( واتفقوا ) على حذف الواو من موضع يونس بإجماع القراء واتفاق المصاحف لأنه ليس قبله ما ينسق عليه فهو ابتداء كلام واستئناف خرج مخرج التعجب من عظم جراءتهم وقبيح افترائهم بخلاف هذا الموضع فإن قبله ( وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ ) ، ( وَقالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى ) فعطف على ما قبله ونسق عليه والله أعلم « واختلفوا » فى ( كُنْ فَيَكُونُ ) حيث وقع إلا قوله ( كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ) فى آل عمران و ( كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُ ) فى الأنعام. والمختلف فيه ستة مواضع ، الأول هنا ( كُنْ فَيَكُونُ وَقالَ ) والثانى فى آل عمران ( كُنْ فَيَكُونُ وَيُعَلِّمُهُ ) والثالث فى النحل ( كُنْ فَيَكُونُ وَالَّذِينَ ) والرابع فى مريم ( كُنْ فَيَكُونُ وَإِنَّ اللهَ ) والخامس فى يس ( كُنْ فَيَكُونُ فَسُبْحانَ ) والسادس فى المؤمن ( كُنْ فَيَكُونُ أَلَمْ تَرَ ) فقرأ ابن عامر بنصب النون فى الستة ووافقه الكسائى فى النحل ويس وقرأ الباقون بالرفع فيهما كغيرها ( واتفقوا ) على الرفع فى قوله تعالى ( كُنْ فَيَكُونُ الْحَقُ ) فى آل عمران و ( كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُ ) فى الأنعام كما تقدم. فأما حرف آل عمران فان معناه كن فكان ، وأما حرف الأنعام فمعناه الاخبار عن القيامة وهو كائن لا محالة ولكنه لما كان ما يرد فى القرآن من ذكر القيامة كثيرا يذكر بلفظ ماضى نحو : ( فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ وَانْشَقَّتِ السَّماءُ ) ونحو : ( وَجاءَ رَبُّكَ ) ونحو ذلك : فشابه ذلك فرفع ؛ ولا شك أنه إذا اختلفت المعانى اختلفت الألفاظ ؛ قال الأخفش الدمشقى إنما