هنا وآخر هود والنمل فقرأ ابن عامر بالخطاب فى الثلاثة وافقه المدنيان ويعقوب وحفص فى هود والنمل وقرأ الباقون بالغيب فيهن « واختلفوا » فى ( مكاناتكم ومكاناتهم ) حيث وقعا وهو هنا وفى هود ويس والزمر فروى أبو بكر بالألف على الجمع فيهما وقرأ الباقون بغير ألف على التوحيد « واختلفوا » فى ( مَنْ تَكُونُ لَهُ عاقِبَةُ الدَّارِ ) هنا والقصص فقرأ حمزة والكسائى وخلف فيهما بالياء على التذكير وقرأ الباقون بالتاء على التأنيث « واختلفوا » فى ( بِزَعْمِهِمْ ) فى الموضعين فقرأ الكسائى بضم الزاى منهما وقرأ الباقون بفتحها « واختلفوا » فى ( زَيَّنَ لِكَثِيرٍ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ ) فقرأ ابن عامر بضم الزاى وكسر الياء من ( زَيَّنَ ) ورفع لام ( قَتْلَ ) ونصب دال ( أَوْلادِهِمْ ) وخفض همزة ( شركائهم ) بإضافة ( قَتْلَ ) اليه وهو فاعل فى المعنى وقد فصل بين المضاف وهو ( قَتْلَ ) وبين ( شركائهم ) وهو المضاف اليه بالمفعول وهو ( أَوْلادِهِمْ ) وجمهور نحاة البصريين على أن هذا لا يجوز إلا فى ضرورة الشعر وتكلم فى هذه القراءة بسبب ذلك حتى قال الزمخشرى والذى حمله على ذلك أنه رأى فى بعض المصاحف ( شركائهم ) مكتوبا بالياء ولو قرأ بجر ( الاولاد والشركاء ) لأن الأولاد شركاؤهم فى أموالهم لوجد فى ذلك مندوحة ( قلت ) والحق فى غير ما قاله الزمخشرى ونعوذ بالله من قراءة القرآن بالرأى والتشهى وهل يحل لمسلم القراءة بما يجد فى الكتابة من غير نقل؟ بل الصواب جواز مثل هذا الفصل وهو الفصل بين المصدر وفاعله المضاف إليه بالمفعول فى الفصيح الشائع الذائع اختيارا ولا يختص ذلك بضرورة الشعر ويكفى فى ذلك دليلا هذه القراءة الصحيحة المشهورة التى بلغت التواتر كيف وقارئها ابن عامر من كبار التابعين الذين أخذوا عن الصحابة كعثمان بن عفان وأبى الدرداء رضياللهعنهما وهو مع ذلك عربى صريح من صميم العرب فكلامه حجة وقوله دليل لأنه كان قبل أن يوجد اللحن ويتكلم به فكيف وقد قرأ بما تلقى وتلقن وروى وسمع ورأى إذ كانت كذلك فى المصحف العثمانى المجمع على اتباعه وأنا