وفتح متوسط. فالشديد هو نهاية فتح الشخص فمه بذلك الحرف. ولا يجوز فى القرآن بل هو معدوم فى لغة العرب. وإنما يوجد فى لفظ عجم الفرس ولا سيما أهل خراسان. وهو اليوم فى أهل ما وراء النهر أيضا ولما جرت طباعهم عليه فى لغتهم استعملوه فى اللغة العربية وجروا عليه فى القراءة ووافقهم على ذلك غيرهم وانتقل ذلك عنهم حتى فشا فى أكثر البلاد وهو ممنوع منه فى القراءة كما نص عليه أئمتنا وهذا هو التفخيم المحض. وممن نبه على هذا الفتح المحض الاستاذ أبو عمرو الدانى فى كتابه الموضح قال والفتح المتوسط هو ما بين الفتح الشديد والامالة المتوسطة. قال وهذا الذى يستعمله أصحاب الفتح من القراء انتهى.
ويقال له الترقيق وقد يقال له أيضا التفخيم بمعنى أنه ضد الامالة. والامالة أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة وبالألف نحو الياء ( كثيرا ) وهو المحض. ويقال له : الاضجاع ، ويقال له : البطح ، وربما قبل له الكسر أيضا ( وقليلا ) وهو بين اللفظين ويقال له أيضا التقليل والتلطيف وبين بين ؛ فهى بهذا الاعتبار تنقسم أيضا إلى قسمين إمالة شديدة وإمالة متوسطة وكلاهما جائز فى القراءة جار فى لغة العرب. والامالة الشديدة يجتنب معها القلب الخالص والاشباع المبالغ فيه والامالة المتوسطة بين الفتح المتوسط وبين الامالة الشديدة. قال الدانى : والامالة والفتح لغتان مشهورتان فاشيتان على ألسنة الفصحاء من العرب الذين نزل القرآن بلغتهم. فالفتح لغة أهل الحجاز. والامالة لغة عامة أهل نجد من تميم وأسد وقيس قال وعلماؤنا مختلفون فى أى هذه الأوجه أوجه وأولى ، قال واختار الامالة الوسطى التى هى بين بين لأن الغرض من الامالة حاصل بها وهو الإعلام بأن أصل الألف الياء أو التنبيه على انقلابها إلى الياء فى موضع أو مشاكلتها للكسر المجاور لها أو الياء. ثم أسند حديث حذيفة بن اليمان أنه سمع رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : « اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين » قال فالإمالة لا شك من الأحرف السبعة ومن لحون