الآتية وإذا ابتدأ وجبت البسملة وهذا سائغ جائز لا شبهة فيه ولقد كان بعض شيوخنا المعتبرين إذا وصل القارئ عليه فى الجمع إلى قصار الفصل وخشى التطويل بما يأتى بين السورتين من الأوجه يأمر القارئ بالوقف ليكون مبتدئا فتسقط الأوجه التى تكون للقراء من الخلاف بين السورتين ولا أحسبهم إلا أثروا ذلك عمن أخذوا عنه والله أعلم
الفصل الرابع فى أمور تتعلق بختم القرآن العظيم
منها أنه ورد نصا عن ابن كثير من رواية البزى وقنبل وغيرهما أنه كان إذا انتهى فى آخر الختمة إلى ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) قرأ سورة ( الحمد لله رب العالمين ) وخمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفيين وهو إلى ( وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) لأن هذا يسمى الحال المرتحل ثم يدعو بدعاء الختمة. قال الحافظ أبو عمرو لابن كثير فى فعله هذا دلائل من آثار مروية ورد التوقيف فيها عن النبى صلىاللهعليهوسلم واخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة والتابعين والخالفين ثم قال قرأت على عبد العزيز بن محمد عن عبد الواحد بن عمر.
ثنا العباس بن أحمد البرتى ثنا عبد الوهاب بن فليح المكى ثنا عبد الملك بن عبد الله بن سعوة عن خاله وهب بن زمعة بن صالح عن عبد الله بن كثير عن درباس مولى ابن عباس عن عبد الله بن عباس عن أبى بن كعب عن النبى صلىاللهعليهوسلم أنه كان إذا قرأ ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) افتتح من الحمد ثم قرأ من البقرة إلى ( وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) ثم دعا بدعاء الختمة ثم قام.
حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده حسن إلا أن الحافظ أبا الشيخ الأصبهانى وأبا بكر الزينبى خالفا أبا طاهر بن أبى هاشم وغيره فروياه عن ابن سعوة عن خاله وهب بن زمعة عن أبيه زمعة عن ابن كثير وهو الصواب والله أعلم وقد ساق الحافظ أبو العلاء الهمدانى طرقه فى آخر مفردته لابن كثير فقال فيما أخبرنا